تواصل قوات حلف شمال الأطلسي قصفها لمواقع تابعة للنظام الليبي فى الوقت التى تجرى معارك فى مدينتي أجدابيا شرق ليبيا ومصراتة غربها منذ أكثر من شهر بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والمتمردين عن نظامه وسط دعوات دولية لايجاد حل سياسي للأزمة. فقد شنت قوات حلف شمال الأطلسي /ناتو/ الليلة الماضية غارات جوية على العاصمة الليبية طرابلس ومدينة سرت مسقط رأس العقيد القذافي وباب العزيزية مقر إقامته حسب ما أعلنت السلطات الليبية و اكدته القوات الاطلسية. وقد دمرت تلك الغارات ثلاث محطات مدنية للاتصالات "لا علاقة لها بالمواقع العسكرية" في منطقة سرت توفر الاتصالات الهاتفية بين المواطنين في مختلف أنحاء ليبيا كما تضمن الاتصالات بين الاجهزة التى تقدم خدماتها للمواطنين. وقد توقفت خدمات الاتصالات التي تقدمها هذه المحطات نهائيا الان في هذه المناطق بفعل القصف حسب ما أكدت وكالة الأنباء الليبية. وبالتوازى مع القصف الدولى تبقى مدينتا أجدابيا ومصراتة الإستراتيجيتين محور المعارك الدائرة بين المتمردين و القوات الموالية للقذافي التي تسعى لإستعادة السيطرة عليهما منذ أكثر من شهر دون بروز مؤشرات انتصار هذا الطرف أو ذاك. وفي رده على تقارير إخبارية أشارت إلى سقوط مدنيين برصاص الجيش الليبي في مصراتة شدد المتحدث بإسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم على أن الجيش الليبي "لم ولن يستهدف أبدا الاطفال والمدنيين" مؤكدا أن "الجيش يلتزم بالاتفاقات الدولية المتعلقة بأسلوب التعامل اثناء الحروب وقواعد الاشتباك". وأكد ابراهيم أن الحكومة الليبية دعت مررا وعلى مدار الشهرين الماضيين المنظمات الدولية لارسال بعثات لتقصي الحقائق ومراقبين دوليين للحكم على تصرفات الحكومة على أرض الواقع الا أن أحدا لم يهتم بالتجاوب مع هذه الدعوة بشكل ايجابى وانما في المقابل يتعامل المجتمع الدولي مع المتمردين ويستقي معلوماته منهم. ولاتزال أصوات المجتمع الدولي تتعالى لإيجاد حل سياسي للأزمة حيث دعت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف مجلس الأمن الدولي إلى عدم تشجيع المواجهة والشروع في محادثات حول ليبيا بأسرع ما يمكن. من جهته ندد سفير فنزويلا بالجزائر السيد هكتور ميشال موخيكا اليوم ب"التدخل الاجنبي في ليبيا" مؤكدا على ضرورة "تنظيم وساطة سياسية لايجاد حل سياسي للازمة في ليبيا" التي تواصل منظمة حلف الشمال الاطلسي قصفها. و كان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز قد ادان في مارس الفارط العمليات العسكرية "غير المسؤولة" التي خاضها التحالف الدولي في ليبيا داعيا الى وقف اطلاق النار. وفي سياق المساعي الدولية لإحتواء الأزمة الانسانية في ليبيا جراء المعارك الدائرة أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه بدأ بنقل المساعدات الغذائية عبر ممر إنساني إلى مناطق بغرب ليبيا تأثرت بشكل كبير من المعارك وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات في البلاد. وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي جوزيت شيران إن "تأمين هذا الممر الإنساني هو خطوة أولى ضرورية للوصول إلى الآلاف من الجوعى الذين تأثروا بهذا الصراع بمن فيهم النساء والأطفال والمسنين الذين تنقصهم الموارد الغذائية بشكل كبير". وكانت منظمة الأممالمتحدة قد توصلت الليلة الماضية إلى اتفاق مع السلطات الليبية بشأن تمكين المنظمات الإنسانية من العمل في العاصمة طرابلس وذلك خلال زيارة وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري أموس ومبعوث الأمين العام عبد الإله الخطيب أمس لطرابلس. الا ان الحكومة الليبية حذرت من استغلال المساعدات الإنسانية وإرسال قوات أجنبية برية تصاحب تلك المساعدات.