لقاء اتحاد الحراش - شبيبة القبائل، سيكون نهائيا غير مسبوق في الطبعة السابعة و الأربعين لكأس الجزائر في كرة القدم المقررة يوم الأحد المقبل ابتداء من الساعة الرابعة زوالا، بملعب 5 جويلية (الجزائر) بين فريقين لم يكن أحد ينتظرهما في هذا المستوى من المنافسة قبل انطلاقتها. وسيستعيد الصرح الأولمبي في الفاتح من ماي الأجواء الكبيرة باستقباله لفريقين عريقين يعرفان بعضهما البعض جيدا. وكانت الطريق المؤدية للدور النهائي لكأس الجزائر شاقة و محفوفة بالمخاطر تخللتها مقابلات مصيرية خاصة لاتحاد الحراش الملقب ب "سمسم" لما تغلب في الدور السادس عشر بشق الأنفس على نادي الرغاية (2-1) بعد الوقت الإضافي، على غرار "الكناري" الذين اقصوا بصعوبة ترجي مستغانم (1-0). وتحت قيادة المدرب بوعلام شارف الذي يشرف على العارضة الفنية الحراشية منذ ثلاثة مواسم، قدم اتحاد الحراش مردودا طيبا و مستقرا منذ انطلاق الموسم الكروي الجاري، بينما استفاقت شبيبة القبائل في نهاية موسم 2010 والتي تزامنت مع قدوم المدرب الجديد رشيد بلحوت، الذي خلف المدرب المقال السويسري آلان قيقار. فبعد 24 سنة من خوضه لآخر نهائي له فاز به على حساب شبيبة برج منايل (1-0)، استطاع اتحاد الحراش أن يتأهل للنهائي الثالث في مشواره الرياضي بعد ان توج بالكأسين ألأوليين عامي 1974 و 1987. تأهل هذا الموسم كان على حساب حامل الكأس وفاق سطيف (3-2) وصاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب. أما شبيبة القبائل التي سبق لها أن توجت بأربع كؤوس، فهي بصدد استعادة أحاسيسها في هذه المنافسة حيث فازت بآخركأس لها عام 1994 على حساب جمعية عين مليلة (1-0). الشبيبة التي ستنشط مباراتها النهائية التاسعة تتمتع بخبرة كبيرة في مثل هذه المنافسات مقارنة بمنافسها الذي سيتدارك هذا النقص بالعزيمة الفولاذية التي يتحلى بها لاعبوه. بومشرة السم القاتل و حميتي القناص... ويعد نهائي الطبعة السابعة و الأربعين حوارا شيقا بين لاعبين و يتعلق الأمر بسليم بومشرة (اتحاد الحراش) صانع ألعاب فريقه، و القناص فارس حميتي (شبيبة القبائل) الذي أنقذ بأهدافه الحاسمة و مرارا عديدة، فريقه من ورطة حقيقية، آخرها في الدور نصف النهائي ضد مولودية وهران (2-1) لما سجل هدف الخلاص في الدقيقة 82، في الوقت الذي كان فيه الفريقان متعادلين. فمنذ انتقاله إلى اتحاد اللحراش خلال مرحلة الانتقالات الصيفية قادما إليه من مولودية الجزائر الذي لم يتألق بها كثيرا، وجد بومشرة الذي تكون في مدرسة جمعية وهران، ضالته حيث نجح في خلافة النجم الصاعد عبدالمؤمن جابو الذي التحق بوفاق سطيف. أما حميتي فقد استعاد مستواه المرموق بعد أن مرر بفترة فراغ رهيبة نهاية الموسم الماضي التي ميزتها مشاكله مع العدالة. وقد نجح حميتي في تسجيل خمسة أهداف في الكأس جعلت منه أحسن هداف في هذه المنافسة. من جهته، سيلعب مهاجم شبيبة القبائل، يونس سفيان، يوم الأحد مباراة مميزة كونه تلقى أبجديات اللعبة في فريق اتحاد الحراش الذي غادره باتجاه مولودية الجزائر، ثم شباب بلوزداد قبل أن يحط الرحال بشبيبة القبائل. تحضيرات مكثفة قبل اليوم الموعود... وتحسبا للمباراة النهائية، شرع اتحاد الحراش في تربص تحضيري بمركز "الأزرق الكبير" بتيبازة ستتخلله حصص تدريبية يومية بملعب القليعة. تشكيلة "سمسم" التي تحتل المركز الثالث في البطولة المحترفة الأولى، استعدت كما ينبغي من خلال افتكاكها لنتيجة التعادل (0-0) ضد اتحاد الجزائر بملعب عمر حمادي لحساب الجولة ال 20 للمنافسة. بالمقابل، ضيعت الشبيبة القبائلية خرجتها الإفريقية الأخيرة بعد تلقيها بليبرفيل لهزيمة ثقيلة (0-3) أمام نادي ميسيل الغابوني لحساب الدور ثمن النهائي لكأس الكنفيديرالية الإفريقية. "اللاعبون كانوا مركزين كثيرا على مباراة الكأس" اعترف يقول رئيس الشبيبة محند شريف حناشي بعد هذه العثرة، في الوقت الذي طالب فيه المدرب رشيد بلحوت لاعبيه" بنسيان هذه الهزيمة و طي صفحة ليبرفيل و التفكير فقط في الهدف الأساسي وهو نهائي الكأس". ولبلوغ هذا الهدف، ركز بلحوت عمله على الجانب البسيكولوجي لمحو آثار هزيمة ليبرفيل و التركيز تماما على كأس الجزائر التي لم تدخل خزانة النادي منذ 17 عاما. النهائي السابع و الأربعون للكأس و الثاني و الثلاثون الذي يحتضنه ملعب 5 جويلية، سيديره طاقم تحكيم جزائري بقيادة الحكم عابد شارف مهدي وبمساعدة إتشيالي عبدالحق و بيطام محمد منير.