مسؤول مصري رفيع المستوى يوم السبت ان حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين بدأتا في اتخاذ إجراءات لكسب الثقة بين الجانبين مؤكدا ان مباحثات ستجري قريبا بينها بالتشاور مع باقي الفصائل من أجل الاتفاق على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن. وتمثلت هذه الاجراءات على الخصوص في "وقف التحريض في وسائل الاعلام وتغيير الخطاب الاعلامي الانقسامي و تبني خطاب إعلامي يوحد ويقرب الجميع وعدم التضييق عن وسائل الاعلام في الجانبيين". وأكد المسؤول المصري في تصريحات صحفية انه تم الاتفاق بين الطرفين على الافراج عن المعتقلين حيث سيتم قريبا الافراج عن دفعات من الجانبين الى أن ينتهى هذا الملف. كما تم الاتفاق على رجوع جميع الاطارات وأعضاء حركة فتح الذين خرجوا فى أحداث غزة عام 2007 الى القطاع. وأشار إلى أن تشكيل الحكومة ستكون "اللبنة الأولى للوحدة " خاصة وأن الحكومة الانتقالية لديها مهام كبيرة خاصة الاعداد للانتخابات وإعمار غزة. وحسب وثيقة المصالحة التي وقعت عليها الفصائل الفلسطينية فان مهام هذه الحكومة تتمثل في "تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات والإشراف على معالجة قضايا المصالحة الداخلية الفلسطينية ومتابعة عمليات إعادة إعمار قطاع غزة وإنهاء الحصار وتوحيد مؤسسات السلطة الوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتسوية أوضاع الجمعيات والمؤسسات الخيرية ومعالجة القضايا المدنية والمشاكل الإدارية الناجمة عن الانقسام". وينص الاتفاق على دعوة اللجنة الفصائلية (القيادة الموحدة) المنبثقة عن إعلان القاهرة عام 2005 للاجتماع قريبا لتطوير وتفعيل المنظمة واعتبار اللجنة إطارا قياديا مؤقتا إلى حين تشكيل المجلس الوطني الجديد بما لا يتعارض وصلاحيات اللجنة التنفيذية للمنظمة مع العلم ان لجنة 2005 ستضم في صفوفها أمناء عامون للفصائل واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس المجلس الوطني وحركتي حماس والجهاد. وستشكل هذه المشاركة بداية دخول الحركتين لمنظمة التحرير. ومن جانبه صرح القيادي في حركة فتح زكريا الاغا أن تثبيت المصالحة "تحتاج للإرادة ولنوايا صادقة من الجميع" وصبر من الشعب على تحمل هذه المرحلة الانتقالية، كما أنها تحتاج لبعض المرونة والاستعداد للدخول فى مرحلة الحلول الوسطى لبعض القضايا التى قد تطرح هنا وهناك على أساس ما جاء فى هذا الاتفاق. وأشار في هذا الصدد الى موضوع الامن الذي يجب أن تكون هناك كما قال "جدية "في طرحه لافتا الى أن هناك اتفاق أمنى ولكن يحتاج الى تفاصيل التي يتشكل في بعض الاحيان العديد من المشاكل . كما ذكر السيد الاغا بقضية اعمار غزة باعتبارها من مهمات المرحلة الانتقالية والمشاكل المرتبطة بها. وكشف القيادي في حركة حماس خليل الحية من جانبه اليوم في تصريحات صحفية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد اتفقا على الخطوط العامة لتشكيل الحكومة الفلسطينية ودورها فى المرحلة القادمة. وتم الاتفاق على حضور وفدين من حركة فتح وحماس الأسبوع القادم من أجل التشاور حول رئيس الحكومة وأعضائها وبعض القضايا التي يجب تنفيذها طبقا للاتفاق الذي تم التوقيع عليه. وأوضح الحية انه تم الاتفاق على تشكيل لجنة ادارية من الكفاءات من أجل هيكلة الوظائف الادارية طبقا للقانون والعدالة على قاعدة أن لا يتم فصل عامل تم تعيينه سواء فى الضفة أو غزة وسيتم تسليم تقرير اللجنة الذى تم الاتفاق عليه على أن لا يزيد اعداده عن اربعة اشهر الى الحكومة لتعمل بهذا التقرير. وعن الملف الامني قال الحية لقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة أمنية من الكفاءات لدراسة ودمج وتسكين أعضاء الاجهزة الامنية فى وظائفهم بالعدل والقانون وستقيم هذه اللجنة الترقيات وتضع رجل الامن فى مكانه المناسب . كما ستدرس امكانية تقاعد بعض الاشخاص أو دمج بعضهم فى أجهزة أمنية أخرى أو اختيار جزء منهم لحراسة المحررات فى قطاع غزة . ولم يتم تحديد موعد لنهاية عمل هذه اللجنة ولكن طلب منها أن تنهى اعمالها فى اسرع وقت ممكن . كما تم الاتفاق على ان تستمر الاجهزة الامنية فى الضفة وغزة كما هى لحين التوصل لاتفاق وبعد ذلك يتم تنفيذ تقرير اللجنة من قبل الحكومة.