أدرار - أكد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس يوم الخميس بأدرار بأن التحاق الطلبة الجزائريين بالنضال الثوري قد شكل منعطفا حاسما في مسار ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المظفرة. وأوضح الشريف عباس بمناسبة الإحتفالات الوطنية الرسمية بالذكرى الخامسة و الخمسين ليوم الطالب (19 ماي 1956) التي احتضنتها هذه السنة ولاية أدرار " بأن التحاق الطلبة بالنضال الثوري كان خطوة شكلت حدثا مفصليا ومنعطفا حاسما في مسار تاريخ الثورة التحريرية المجيدة". وأكد الشريف عباس في كلمة ألقاها أمام الطلبة بجامعة العقيد أحمد دراية بأدرار بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو وجموع من المجاهدين " بأن هذه الذكرى تعد من المحطات اللامعة في تاريخ الكفاح الوطني حيث قرر طلبة المدارس و المعاهد و الثانويات و الزوايا التخلي عن مقاعد الدراسة و الإلتحاق بمعاقل الثوار في الجبال و الصحاري تحدوهم في ذلك قناعة راسخة بأنه لا مستقبل و لا حياة كريمة دون الإستقلال و الإنعتاق من براثين الإستعمار". وأضاف بأن الوعي السياسي الرفيع لدى المتعلمين و رواد الحركة الطلابية "جاء نتيجة رفض السياسة الإستعمارية الرامية إلى محو الذاكرة الوطنية و طمس معالمها". و أضاف وزير المجاهدين يقول " وفي مثل هذا اليوم كان الطلبة الجزائريون بالأمس على موعد مع التاريخ و الحسم و الإنتماء و الوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم لدعم الثورة التحريرية المباركة و هو ما كان له أثر إيجابي على مسار الثورة المباركة حيث أعقبه التحاق كل أطياف الشعب بجبهات الكفاح ضد المستعمر الذي حاول بكل الأساليب إجهاض الثورة و إبادة الروح الوطنية في نفوس أبناء الشعب الجزائري". و بعد الدعوة إلى ''الوقوف وقفة عرفان و تقدير و إجلال لتضحيات ذلك الجيل الذي نذر حياته فداء للوطن'' اكد محمد شريف عباس أن الجزائر اليوم "أمام دورة تاريخية جديدة لا تخلو من غايات التطويع و التطبيع مما يحملنا على ضرورة التحلي برؤية متقدمة لكل ما يحدث من تغيير هنا و هناك كما تقتضي عزم طلبة اليوم للدخول في نطاق الزمن الجديد الذي يؤسس لبداية مرحلة جديدة". و في هذا السياق أكد الوزيرأن الشعب الجزائري الذي استطاع التغلب على كل المآسي التي مر بها و الخروج منها أكثر صلابة ''هو قادر اليوم أيضا و جدير بفهم ما يجري حوله و تقدير مجرى هذه الأحداث و التعامل مع مختلف احتمالاتها" داعيا الشباب و الطلبة إلى " تقدير ما تم تحقيقه من مكاسب بفضل المصالحة الوطنية التي مكنت من استعادة الأمن و الإستقرار''. ومن جهته أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو في كلمة له بالمناسبة " أن شريحة الشباب كانت دوما في طليعة كل ثورة مضيفا في نفس السياق "بأن هذه الذكرى الوطنية تعد نقطة التقاء هامة من أجل تعميق أواصر التواصل بين من صنعوا أمجاد الجزائر من جيل الأمس و رجال الغد الذين يعول عليهم في بناء مستقبل الجزائر". هذا و تميزت الإحتفالات الرسمية باليوم الوطني للطالب بتنظيم وقفة ترحم على أرواح الشهداء تحت إشراف وزير المجاهدين وبحضور أعضاء الأسرة الثورية بالمنطقة. كما أقيم بالمناسبة معرض تاريخي بجامعة العقيد أحمد دراية بمدينة أدرار بادرت بتنظيمه ملحقة متحف المجاهد بالتنسيق مع الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية و الذي احتوى على صور و معلومات تاريخية حول بعض محطات الكفاح ضد المستعمر بالمنطقة و التي كان من أبرزها معارك "العرق الغربي الكبير" و معركة "حاسي صاكة" إضافة إلى عرض أشرطة فيديو لبعض الشهادات الحية حول ثورة التحرير المجيدة. وجرى بالمناسبة أيضا تكريم عدة وجوه ثورية من مجاهدين و كبار معطوبي الحرب و أرامل شهداء و مجاهدين إلى جانب طلبة متفوقين من جامعة أدرار.