الجزائر - طالبت الجامعة العربية اليوم من شريكي السلام فى السودان حل تفاوضي ينهي النزاع حول منطقة ابيي ووقف كافة المواجهات العسكرية في الوقت الذي اعلن فيه الجيش السوداني مال انه سيبدأ تنفيذ عملية ابعاد القوات "غير الشرعية" في منطقة ابيى اعتبارا من الاسبوع القادم. وقد عبر الأمين العام للجامعة العربية المنتهية ولايته عمرو موسى اليوم عن قلق الجامعة "البالغ" إزاء التطورات الأخيرة التي وقعت في منطقة ابيي المتنازع عليها داعيا إلى وقف كافة المواجهات العسكرية بين الجانبين واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية حقنا للدماء. وتاتي دعوة الجامعة العربية هذه في الوقت الذي اعلن فيه رئيس هيئة الاركان بالجيش السوداني عصمت عبد الرحمن ان الجيش السوداني سيبدأ الاسبوع القادم في تنفيذ عملية ابعاد القوات "غير الشرعية" التي تتواجد شمال حدود 1956 . ويعتبرالسودان ان الحدود المعترف بها لدولة جنوب السودان هي حدود الأول من جانفي 1956 التي لا تضع منطقة ابيى الغنية بالنفط ضمن المناطق الجنوبية. وقال المسؤول العسكري السوداني ان الرئيس البشير قد امر الجيش بتنفيذ "ما يراه مناسبا دون ان نرجع للسياسيين". لكن رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت استبعد اليوم العودة إلى الحرب مع الشمال بسبب أبيي. ودعا إلى الالتزام بالنصوص التي وردت باتفاق السلام الشامل لعام 2005 وبقرار محكمة التحكيم الدولية بلاهاي. وطالب سلفاكير في أول تعليق رسمي له منذ اندلاع القتال في أبيي الأسبوع الماضي من حكومة الخرطوم سحب قواتها من منطقة ابيى. وقال "لابد من انسحاب القوات اولا حتى ننتقل إلى خانة البحث عن حل وتسوية سلمية ونهائية بشأن النزاع حول تبعية المنطقة" مشددا على ان الحل يكمن فى تنفيذ اتفاق السلام الشامل وتطبيق قرار محكمة التحكيم الدولية فى لاهاى. وبموجب قرار محكمة العدل الدولية فى لاهاى حول حدود منطقة "ابيى" فانه فى حال كانت نتيجة الاستفتاء حول الجنوب هو الانفصال فانه سيجرى استفتاء فى ابيى وسيكون لهذه المنطقة الخيار فى أن تنضم للدولة الجديدة أو أن تكون جزءا من الشمال. ومن جهتها أطلعت وزارة الخارجية السودانية اليوم السفراء المعتمدين لديها على تطورات الأوضاع في منطقة أبيى واعتبرت ان الجيش السوداني "إستخدم صلاحياته الدستورية" بعد الإعتداء الذي تعرض له في أبيي. وكان الجيش السوداني رفقة قوة تابعة للامم المتحدة قد تعرض إلى هجوم يوم الجمعة الماضي من طرف قوات جنوبية مما اسفرعن مقتل 22 جنديا سودانيا واشعل قتالا عنيفا في المنطقة مما حدى بالاف من سكانها إلى النزوح خوفا على ارواحهم. وتتهم مصادرغربية قوات الجيش السوداني باستغلال سيطرته على المدينة للقيام بعملية نقل كبيرة نسبيا للبدو الرحل المولين للخرطوم إلى ابيي في محاولة تغيير دائمة للديموغرافيا بها وذلك قبل اسابيع فقط من انقسام جنوب السودان عن شماله. وحسب ما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية فان مسؤولين أمميين يتوقعون ان ما بين خمسة إلى عشرة آلاف من قبيلة المسيرية (العربية) أرسلوا بالفعل إلى مدينة أبيي بما يؤثر على الوضع الديموغرافي لمدينة أبيي ومن ثمة على الاستفتاء في المدينة بشان الانفصال. ويشار إلى المسائل العالقة بين شريكي السلام في السودان بما فيها النزاع حول منطقة ابيى بين شمال السودان وجنوبه ستكون من بين المواضع المدرجة ضمن المحور المخصص للازمات في افريقيا في قمة مجموعة الثمانية الذي سيعقد غذا الجمعة في دوفيل بفرنسا. وبشان السوادان من المنتظران تطرق قمة - افريقيا - لمجموعة الثمانية إلى الوضع على ضوء استفتاء جانفي الفارط بهدف تكريس إستقلال جنوب هذا البلاد المقرر في 9 جويلية القادم وكذا إلى ما يمكن القيام به في إطار الشراكة بين الكتلتين من أجل المساعدة على بناء جنوب و شمال هذا البلاد. كما سيتم تنظيم نقاش حول منطقة ابيى والتي لم يتم تسوية وضعها من خلال استفتاء خاص كان مقررا في إطار اتفاق التسوية الشامل الموقع بين شريكي السلام في السودان.