تونس - قررت السلطات التونسية فتح ممثلية تجارية لها في مدينة بنغازي شرق ليبيا الذي يعد المقر الرئيسي للمجلس الانتقالي الليبي وذلك اعتبارا من يوم الاثنين المقبل. و أبرز الحبيب الهمامي الذي عين مديرا لهذه الممثلية في بنغازي والذي يمثل المركز التونسي للنهوض بالصادرات يوم الجمعة ان فتح هذه الممثلية سيساهم في دعم صادرات تونس نحو السوق الليبية. والجدير بالذكر ان صادرات تونس إلى ليبيا سجلت خلال الشهور الاربعة الاولى من العام الحالي تراجعا بمبلغ 92 مليون دينار تونسي (1 يورو يساوي 2 دينار تونسي ) مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي اذ انخفضت عائداتها من 4ر414 مليون دينار إلى 6ر321 مليون دينار وذلك جراء تدهور الاوضاع الامنية في هذا البلد منذ منتصف شهر فبراير الماضي. واعتبر المركز التونسي للنهوض بالصادرات أن فتح هذه الممثلية في بنغازي يعتبر بمثابة " خطوة " ستساهم في دعم صادرات تونس نحو السوق الليبية التي تراجعت بشكل كبير ولم تعرف الانتعاش الا خلال شهر ماي الماضي مما ساهم في تقليص التراجع إلى حدود 22.3 بالمائة بعد أن كانت في حدود 32 بالمائة. وذكرت بيانات رسمية ان قيمة الصادرات التونسية إلى ليبيا بلغت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري (240 مليون دولار) مقابل (309.25 مليون دولار) خلال الفترة نفسها من العام الماضي. الا ان المراقبين ربطوا قرار فتح الممثلية التجارية في بنغازي بتطور الموقف التونسي تجاه المجلس الوطني الإنتقالي للمتمردين الليبيين واعتبروه مقدمة للإعتراف السياسي بهذا المجلس. وكان الطيب البكوش الناطق الرسمي باسم الحكومة الانتقالية التونسية الذي يشغل في ذات الوقت منصب وزير التربية الوطنية قد صرح بانه في حال اجراء مفاوضات بين الحكومة التونسية والمجلس الوطني الانتقالي الليبي فان تونس"مستعدة للاعتراف بهذاالمجلس" مشيرا بهذا الصدد إلى أن عددا من أعضاء المجلس الانتقالي الليبي سبق لهم وأن قاموا بعدة زيارات لتونس. وذكر بان بلاده التزمت " الحياد التام " في النزاع الدائر في ليبيا بسبب علاقات حسن الجوار وبسبب تدفق اللاجئين الليبييين على الاراضي التونسية متهما العقيد معمر القدافي ب" قنبلة وقصف المدنيين وبانه فقد كل الشرعية ". وكان الوزير الأول التونسي الباجي قائد السبسي قد صرح في مقابلة تلفزيونية يوم الاثنين الماضي أن تونس "ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي "عندما يطلب منها ذلك".