الجزائر -أجبرت المجاعة ومشاهد العنف اليومية ألاف الصومالين إلى الفرار من العاصمة مقديشو نحو مخيمات كينيا المجاورة بحثا عن الغذاء والامن في ظل تأزم الاوضاع الانسانية فيما تواصل منظمات الاغاثة الدولية في اطلاق حملات التوعية والتحسيس للتدخل الشامل لضمان الامن الغذائي لهؤلاء. و أفادت تقارير اعلامية يوم الإثنين أن آلاف اللاجئين الصوماليين وصلوا إلى كينيا فرارا من أسوأ جفاف ضرب المنطقة منذ عقود رغم نقص الماء والغذاء والخدمات الاجتماعية في المخيمات المكتظة بداداب شمال كينيا الواقعة شرق إفريقيا. ويتم استقبال اللاجؤون في مخيم داداب للاجئين في ثلاث مخيمات لتسريع تسليم المساعدات الانسانية لطالبي اللجوء كما يخضعون بمجرد وصولهم إلى فحص طبي من اجل تسهيل دخولهم وتسجيلهم في حين يحال الذين يعانون من سوء تغذية ومضاعفات طبية إلى برامج التغذية التكميلية والعلاجية ووحدات تدعيم الاستقرار على التوالي في مستشفيات المخيم. ويحصل الوافدون الجدد على حصة من الاغذية الجافة تكفيهم لمدة اسبوعين ومواد غير غذائية (مثل خيام وادوات مطبخ وحطب ومواقد موفرة فى استهلاك الوقود) وتوزع عليهم الاغذية خلال فترة انتظار تسجيلهم. وقالت مسؤولة الحماية في مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين السيدة مهين افضل ان عدد اللاجئين الجدد يتجاوز 1300 لاجئ يوميا موضحة ان المخيم مكدس لان "هذا تدفق طارئ ونبذل قصارى جهدنا بافضل طريقة ممكنة". وفي تقرير اخير أكدت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن المخيمات الصومالية تشهد مآساة آخذة في التفاقم بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل. ويكون العدد الكبير الذي تعج به مخيمات اللاجئين بالصومال وانتشار معدلات الجريمة وقيام المسلحين بإعاقة جهود عمليات تسليم المعونات وراء تأزم الاوضاع الانسانية هناك حسب "الأندبنذنت". وأبرز تقرير الصحيفة أهمية ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من خطر المجاعة في منطقة القرن الافريقي من تسع ملايين إلى 13 مليون في أسابيع قليلة هوالأمر الذي اعتبرته "تفاقم كبير فى الوضع". وقال المصدر أن الوضع يزداد تدهورا وأن عدد المعرضين لخطر المجاعة فاق عدد سكان بلجيكا مشيرا إلى وجود حوالي 2 مليون طفل لم يتجاوزوا سن الخامسة يعانون من سوء التغذية ويتضررون جوعا. من جهتها قدرت الأممالمتحدة أن ما لا يقل عن 30 ألف طفل لقوا مصرعهم من الجوع وسوء التغذية في الآونة الأخيرة. وذكرت الصحيفة على لسان مسؤولين أمميين أنه يوجد ملايين الأشخاص أصبحوا الآن أكثر عرضة لخطر الموت جوعا لكن حس "الضرورة الماسة" لم يصل الجميع بعد. وقد اشار مسؤولون بالاممالمتحدة مؤخرا إلى أن الصراعات المسلحة فى الصومال هي المسؤول الأساسى عن الوضع الغذائي السيء فيها رغم ان الجفاف كان له دور ايضا. وسوف يتفاقم الوضع المهتز بالفعل فى الصومال أكثر بالتأكيد بسبب المجاعة. كما ساهمت الاوضاع الامنية المتردية بشكل كبير في فرار اللاجئين نحو المخيمات بحثا عن الاستقرار. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون اكدت مؤخرا ان حركة "الشباب" المتمردة في الصومال تعرقل وصول الامدادات الغذائية لنحو 7ر3 مليون شخص في المناطق التي تعصف بها المجاعة. وعلى الصعيد الامني أكدت مصادر صحفية اليوم ان القوات الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقى /اميصوم/تقدمت ب"حذر" فى المناطق التى انسحبت منها قبل 24 ساعة حركة "شباب المجاهدين" المتمردة فى العاصمة مقديشو. وقالت نفس المصادر أن "عددا قليلا من عناصر حركة الشباب لايزالون اليوم فى المدينة مما أدى إلى وقوع اشتباكات دفعت السكان الراغبين فى العودة إلى منازلهم وبعضهم بعد غياب ثلاث سنوات إلى التريث". وأوضح العقيد يوسف دقوبدان القائد العسكرى الصومإلى في تصريح صحفي أن "القوات الحكومية وقوات حفظ السلام (أميصوم) تسيطر على عدة مواقع بما فيها ملعب مقديشو" مضيفا "ما زلنا نتقدم بحذر فى معاقل الشباب". و من جهة اخرى عاد المئات من السكان إلى تلك الاحياء لتفقد منازلهم والاعداد لعودتهم. و قال فرح محمد الذى جاء يتفقد منزله مع بعض اقاربه فى "حى الملعب" "نحن سعداء بوجودنا هنا لنرى منازلنا لاول مرة منذ ثلاث سنوات من السابق باوانه العودة لكننا نعد لتصليح المنازل لان العديد منها قد انهار او تضرر من القصف المدفعى". وأعربت المنظات والهيئات الانسانية عن "قلقها" من تفشي المرض وسط اللاجئين. وتحدثت المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة " عن تفشي وباء الحصبة في صفوف اللاجئين الصوماليين جنوب شرق اثيوبيا و هم الأكثر عرضة من غيرهم والذين يعتبر وضعهم الصحي ضعيفا أصلا. وأفادت المفوضية أنها تخشى من "أن يؤدي ظهور المرض إلى ارتفاع عدد الوفيات و إلى إصابات خطيرة جراء هذا المرض".