الجزائر - ينظم الاتحاد الأفريقي يوم غد الاثنين يوما تحسيسيا يندرج في إطار الجهود الدولية المتواصلة لحشد المزيد من المساعدات والدعم لسد ثغرات التمويل في دول القرن الأفريقي المتضررة من أسوأ موجة جفاف و التي تهدد المزيد من المناطق سيما الصومال التي زادت الحروب من حدة الكارثة بها وحالت دون إيصال الاعانات الامر الذي إستدعى تشكيل قوة خاصة لحماية قوافل الإغاثة. وذكر بيان أرسله الاتحاد الإفريقي إلى وسائل الاعلام تحت عنوان "إفريقيا واحدة صوت واحد ضد الجوع" أنه يراد من اليوم التحسيسي خلق ديناميكية جديدة للمساعدات وذلك قبل إنعقاد مؤتمر المانحين حول القرن الإفريقي الرامي إلى حشد المزيد من الطاقات وتوعية عموم الشعوب الإفريقية والتأكيد من جديد على مناشدة الدول الاعضاء والقطاع الخاص الإفريقي والمجتمع الدولي والإفريقيين بالتبرع عينيا أو نقدا حتى يتسنى "سد فجوة التمويل بشأن مساعدة المتضررين في المنطقة". وقال البيان انه خلال هذا النشاط سيتم التأكيد على المجالات المختلفة للمتطلبات اللازمة لتخفيف المعاناة الشديدة عن كاهل السكان المتضررين في البلاد المتأثرة بالجفاف والمجاعة في القرن الإفريقي. وقدر الاتحاد الإفريقي في هذا السياق الاموال اللازمة لسد فجوة تمويل المنطقة بنحو ملياري دولار تكون في هيئة مساعدات من أجل الاوضاع الطارئة منها مليار دولار تم تمويلها بالفعل حتى الان. وكانت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) قد أعلنت حالة المجاعة في ثلاث مناطق جديدة جنوب الصومال البلد الأكثر تأثرا بالجفاف في القرن الإفريقي حيث يعاني 12 مليون شخص من المجاعة التي تهدد ايضا كل من كينيا واثيوبيا وجيبوتي وبنسبة أقل أريتيريا. وتواصل المنظمات الدولية عملية نقل وتوزيع المساعدات الانسانية المتوافدة من مختلف المناطق من العالم على مقاديشيو التي وصلها 100 الف لاجئ خلال الشهرين الماضيين هروبا من لفحة الجفاف وبحثا عن قوت يسد رمقهم. ويزيد النزاع المسلح في هذا البلد من حدة الوضع الناجم عن كارثة الجفاف الأسوأ التي تشهدها المنطقة منذ 60 عاما التي أعاقت وصول المساعدات للمتضررين وهو الامر الذي تطلب تشكيل قوة خاصة لحماية قوافل الإغاثة التي تنقل المساعدات إلى ضحايا الكارثة. وقال رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي محمد "إنه تم تشكيل قوة تضم 300 رجل بصفة مبدأية لحماية معسكرات اللاجئين". وأضاف المسؤول الصومالي قائلا "أثرنا مسألة إنشاء قوة إنسانية خاصة تكون لها مهمة تأمين وحماية قوافل المساعدة الغذائية وحماية المخيمات وتحقيق استقرار المدينة ومحاربة اللصوصية والنهب". كما إتخذت السلطات في البلاد اجراءات اضافية لضمان استتباب الامن و وصول المساعدات إلى العاصمة مقديشيو تمثلت في إعلان حالة الطوارئ في عدد من مناطق العاصمة التي انسحبت منها "حركة الشباب"المتمردة ضد حكومة الرئيس شيخ شريف. وأوضح رئيس الحكومة الفيدرالية الانتقالية في الصومال شريف شيخ أحمد أن القرار ساري منذ إعلانه يوم السبت وسيستمر العمل به ثلاثة أشهر. كما يشمل اجراء حالة الطوارئ ايضا مخيمات اللاجئين بالعاصمة والتي ستقوم القوات الحكومية بالسيطرة عليها. وأتي هذا الإجراء بعد خمسة أيام من عرض العفو الذي تقدمت به الحكومة لمتمردي "حركة الشباب" الذين لا يزالون في مقديشيو والذي إنتهت مدته. من جهة أخرى تزايد الطلب على أماكن الإيواء مع وصول المزيد من الصوماليين إلى كينيا إذ أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنها بحاجة ماسة إلى 45 ألف خيمة إضافية مع التدفق المتزايد من الصوماليين إلى كينيا. وذكر مركز أنباء الأممالمتحدة أن أكثر من 70 ألف لاجئ صومالي قد وصلوا إلى مخيمات داداب بكينيا خلال شهرى جوان و جويلية الماضيين مما رفع العدد الإجمإلى للاجئين إلى 440 ألف شخص. وقال المتحدث بإسم المفوضية أدريان إدواردز إنه بالإضافة إلى الحاجة إلى المياه والطعام فإن القادمين الجدد بحاجة إلى المأوى والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية. وقامت المفوضية بنقل آلاف الخيام إلى مخيمات داداب منذ بدء الأزمة الحالية غير أن الخيام التى نقلت ليست كافية بسبب ارتفاع أعداد اللاجئين. يواجهون نقصا حادا فى الغذاء وبحاجة إلى مساعدات دولية. وكانت وكالات الاغاثة التابعة للامم المتحدة باشرة مؤخرا القيام بجسر جوي من الامدادات العاجلة إلى الصومال وعاصمتها مقديشو حيث اعلنت الاممالمتحدة ان الصوماليين في مناطق عدة من البلاد باتوا بمواجهة خطر المجاعة.