تلمسان - احتضنت مدينة تلمسان، حفلا تكريميا على شرف الشيخين، الطاهر فرقاني ، وقدور درسوني ، اللذين يعدان النواة الفنية للمدرسة القسنطينية للمالوف والطرب الأندلسي. و قد تميز هذا الحفل التكريمي، الذي أقيم سهرة الثلاثاء، في إطار معرض "النوبة وتكريم شيوخ الموسيقى الأندلسية"، الذي تنظمه من 13 سبتمبر إلى 17 نوفمبر دائرة التراث غير المادي و الكوريغرافيا لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" ، بعقد مائدة مستديرة نشطها عدد من الأساتذة والباحثين في التراث الموسيقي الأصيل. وخلال هذا اللقاء، الذي جمع الشيخين المكرمين، بحضورعدد هام من تلاميذتهما ومحبيهمها وعشاق فن المالوف و الطرب الأندلسي، سرد الأستاذ نصرالدين بغدادي، مدير الأرشيف بالإذاعة الوطنية ومختص في الموسيقى الكلاسيكية، أهم مراحل مشواري الطاهر فرقاني، وقدور درسوني، بدءا بتعلمهما المبكر للعزف على الآلات التقليدية إلى نقاط التقائهما و العمل سويا من أجل الحفاظ على هذا التراث. ومن جهته، أوضح محمد حامة أستاذ الموسيقى وعضو مؤسس جمعية "البسطانجية" ، أن الطاهر الفرقاني ،الذي ولد سنة 1928 بقسنطينة ، تعلم في البداية الموسيقى الشرقية المصرية، قبل أن ينضم إلى فرقة الموسيقى العصرية تحت إشراف ميسوم ، ثم أخذ مبادئ الموسيقى عن بعض شيوخ المدينة أمثال بابا عبايد، قارة باغلي. وحسب المتدخل، فإن موهبة الشيخ الفنية فرضته على الساحة و جعلته يتبوأ مكانة هامة بين الفنانين، خصوصا في الأربعينيات و مطلع الخمسينيات حيث تمكن من تسجيل أولى اسطواناته بإشراف من محمد دردور. و بعد الاستقلال ، تربع فرقاني على عرش ريادة الميدان الموسيقي في طبع المالوف، الشيء الذي جعله يوسع جمهوره على المستوى الوطني بتنظيم جولات فنية، و يشارك في التظاهرات الثقافية لتمثيل الجزائر بمختلف البلدان الشقيقة و الصديقة. أما محمد درسوني المعروف بقدور، فهو من مواليد 1927 ، انكب منذ نعومة أظافره على العزف و مداعبة الآلات الموسيقية و تأدية بعض المقاطع داخل الجمعيات والأجواق الموسيقية المحلية ، قبل أن يلتحق في سنة 1947 بجوق خوجة بن جلول ، ثم بعد الاستقلال بجوق الطاهر الفرقاني. وبعدها، أنشأ درسوني جوقه الخاص الذي نال بعض الجوائز في المهرجانات الوطنية، قبل أن يتولى التعليم في المعهد الموسيقي البلدي لقسنطينة ، ثم ينضم إلى الجمعية الوطنية لحماية الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية ، و يعمل بها كمدير فني مكلف بنشر نوبات المالوف ، تحت رعاية الديوان الوطني لحقوق المؤلف. وبعد الشهادات الحية التي قدمها العديد من رفقاء الشيخين حول خصالهما و مستواهما الفني الراقي، عرضت على الجمهورعلبة من التسجيلات لمختلف القصائد التي أنجزتها دائرة التراث المذكورة الخاصة بأعمال الفنانين و كتاب للصور و النصوص حول مشوارهما الفني. و في كلمة ألقاها بالمناسبة، عبر الشيخ الطاهر فرقاني ،عن شدة فرحه بهذا التكريم و أدى ارتجاليا استخبارا صفق له الحضور كثيرا، أما درسوني فقد عبر هو الأخر عن سروره وامتنانه بهذه المبادرة قبل أن يدعو القائمين على هذا التراث إلى مواصلة الجهود لحمايته و نقله إلى الأجيال الصاعدة. كما انتظم في نفس الإطار، حفل فني من إحياء فرقة "أنغام" لقسنطينة تحت أشراف المطرب سليم فرقاني الذي أدى مقتطفات من أعمال والده.