وهران - ستمثل السياسة المنتهجة في تسيير الموارد المائية بالجزائر وإشكالات عملية توزيع الماء الشروب وعصرنة شبكات التطهير أبرز المحاور التي سيتناولها غدا الخميس بوهران الملتقى الوطني الذي ستنظمه الوزارة الوصية بإشراف وزير الموارد المائية عبد المالك سلال. ويعد هذا اللقاء برأي الفاعلين والمتدخلين في هذا القطاع حدثا "هاما" لتقييم التجربة الجزائرية في مجال "التسيير المنتدب للمياه" وتسطير الآفاق والبرامج والاستراتيجيات المستقبلية لعصرنة وتطوير هذا الميدان الحيوي. وتتزامن هذه التظاهرة مع انجاز "أضخم" برنامج يهدف إلى تعزيز قدرات إنتاج وتخزين الموارد المائية وتوفير المنشآت اللازمة لتوصيلها الى أبعد نقطة ممكنة من التراب الوطني وذلك ضمن المخطط الخماسي الجاري. ويضم هذا البرنامج انجاز إلى غاية 2014 نحو 13 محطة كبرى لتحلية مياه البحر من شأنها توفير طاقة إنتاج تقدر ب 26ر2 مليون متر مكعب يوميا من المياه الصالحة للشرب تم لحد الآن استلام 5 منها. ويستجيب هذا النوع من المنشآت مع متطلبات وحاجيات الكثافة السكانية المركزة على مستوى الشريط الساحلي الذي يزيد طوله عن 1200 كلم كما يساهم أيضا في الاقتصاد في تكاليف توفير الموارد المائية اللازمة. وبالنسبة للسدود فتراهن الدولة من خلال البرامج التنموية المسطرة على بلوغ أزيد من 80 سد مع أفاق 2014 حيث يتم حاليا استغلال 68 سد تضمن طاقة تخزين إجمالية بنحو 4ر7 مليار متر مكعب. وقد مكنت مختلف العمليات التي استهدفت الرفع من طاقة توزيع الماء الشروب من بلوغ نسبة ربط بالشبكة تفوق 94 بالمائة خلال السنة الجارية وحوالي 87 بالمائة من الربط بشبكات التطهير التي تسمح بمعالجة أزيد من 600 مليون متر مكعب من المياه المستعملة سنويا وقدرة تحويل 80 بالمائة منها نحو القطاع الفلاحي. وسيكون اللقاء فرصة لعرض وتقييم تجربة التسيير المنتدب للمياه بالجزائر من قبل المتعاملين الثلاث في هذا المجال وهم شركات "سيال" بالجزائر العاصمة و"سيور" بوهران و"سياكو" بقسنطينة. وسيتم بالمناسبة تقديم حصيلة عن مختلف الأعمال والانجازات المحققة في الميدان من قبل هذه الشركات ومدى مساهمتها في عصرنة عملية توزيع المياه الصالحة للشرب والتطهير. وسيعرف هذا الملتقى حسب البمنظمين كذلك تنظيم ورشتي عمل ستتناول بالدراسة والنقاش أفاق تطوير وعصرنة تسيير مجال المياه بمشاركة خبراء وممثلي مختلف الهيئات المعنية إضافة إلى موضوع التسيير المندمج للمياه من خلال الموارد الجديدة وغير التقليدية مثل إعادة استعمال المياه المستعملة والخاضعة لعمليات التطهير والرسكلة. كما سينتظم على هامش هذه التظاهرة التي ستشهد مشاركة خبراء ومختصين في مجال تسيير المياه إلى جانب ممثلي مجمعات دولية تنشط في الحقل معرض يضم 14 جناحا ستنشطه مختلف الشركات والوكالات والهيئات الفاعلة والمتدخلة في مجال المياه.