قسنطينة - اختتمت الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة مساء أمس الأربعاء بحفل كبير نشطته فرقة المقام العراقية. و من خلال هذا العرض أعطت هذه الفرقة المتكونة من عازفين كبار على آلات الكمان و القانون و الناي و الجوزة العراقية و آلات أخرى للموسيقى العربية بقيادة محمد حسان غامورا نظرة حول جمال هذه الركيزة في الموسيقى العربية التراثية المتمثلة في المقام العراقي. كما ذكر هذا الحفل أن بلاد الرافدين العريقة تبقى بالرغم من المأساة والحرب بلد الموسيقيين المتألقين المتمسكين دوما بتراثها. و بصوت رائع أمتعت الفنانة فريدة محمد علي الملقبة ب"صوت بلاد الرافدين" الجمهور بأدائها المتألق و قدراتها الصوتية الاستثنائية و الرنانة و حركاتها الجميلة المرافقة لأغانيها و التي تبرز أداء الفنانين على خشبة المسرح في منطقة الخليج. و تواصل حفل اختتام السهرة "بمفاجأة " جميلة أبهرت الحضور تمثلت في عميد المالوف القسنطيني الشيخ محمد طاهر الفرقاني الذي بدى في صحة جيدة بعد العملية الجراحية التي أجريت له و التي أثيرت بشأنها إشاعات كثيرة حول صحته. و أبى الشيخ الذي رافته فرقة موسيقية تضم 14 عنصرا إلا أن يطمئن جمهوره حول صحته و مستقبل فنه. و بمناسبة هذا الظهور الذي لم يكن منتظرا للشيخ علم الكثيرون أن ابنه سليم الذي يعتبر اليوم من أشهر المطربين في المالوف القسنطيني ليس الخلف الوحيد للشيخ و لكن هناك برعم شاب في سلالة الفرقاني سوف يصبح من المتألقين في هذا النوع الموسيقي. يتعلق الأمر بعدلان فرقاني أحد أحفاد الشيخ الذي يبلغ من العمر 18 سنة و الذي رافق جده بنبرات صوتية رائعة خلال هذا الحفل. و أبى هذا الأخير الذي تأثر كثيرا لتصفيقات الجمهور الذي ملأ القاعة رغم تأخر الوقت إلا أن يتوجه بالدعاء للعراق الممزق و فلسطينالمحتلة و كل القضايا في العالم العربي الإسلامي و أصدقاء الفنانين المتوفين لاسيما المرحوم عبد المؤمن بن طوبال الذي يأمل في الغناء معه في الجنة كما قال لزوجة الفقيد التي أدت له التحية من على شرفة قاعة المسرح حيث كانت تتابع الحفل.