الجزائر - يشكل الاستثمار في مجال الأمن المعلوماتي "رهانا استراتيجيا وطنيا" حسبما أكد أحد الخبراء خلال أشغال اللقاء الثاني مع الباحثين الجزائريين المقيمين في الخارج الذي نظمته وزارة الدفاع الوطني. و أوضح البروفيسور كمال عادي من جامعة كيبيك في محاضرة بعنوان "علم الفيروسات المعلوماتية : من البيولوجي إلى الرقمي" أن الحرب المعلوماتية في المجال العسكري أصبحت حقيقة مؤكدا بشكل خاص على الاستعمال المكثف للإعلام الآلي في أنظمة التسلح. و أكد أن كل شيء معرض للهجوم اليوم مشيرا في هذا الخصوص إلى الهجمات التي قد تطال أنظمة مراقبة السكة الحديدية التي يمكن أن تؤدي إلى انحراف القطارات عن سكتها فضلا عن إلحاق الاضطراب بالخطوط الجوية التي يمكن أن تؤدي إلى إعاقة الطائرات من الإقلاع أو مهاجمة موزعات البنوك و تفجير خطوط الإمداد بالنفط. كما أشار إلى أن ثلاثين بلدا تتوفر على وحدات عسكرية خاصة بالحرب الالكترونية مضيفا أن الصين تطمح لان تصبح بحلول 2050 أول قوة عسكرية إلكترونية في العالم. و ذكر في ذات الصدد أن منظمة حلف شمال الأطلسي قد صنفت في تصريحها لشهر نوفمبر 2010 بلشبونة الهجمات الإلكترونية في نفس درجة الإرهاب و الجريمة الإلكترونية. كما أكد عادي من جانب آخر بان 95 بالمائة من المؤسسات التي تتعرض للقرصنة تتوفر على أنظمة حماية مع العلم أن كل شهر يظهر فيروس جديد. و أكد ذات المتدخل أن التهديد "حقيقي و متنام" مضيفا أن عدد نقاط الضعف التي كانت تقدر ب171 سنة 1995 قد بلغت الرقم القياسي المتمثل في عديد الآلاف من نقاط الهشاشة سنة 2011. و يكمن الحل -حسب ذات المصدر- في التحكم في تكنولوجيا علم الفيروسات المعلوماتية التي أضحت إذا "ضرورة استراتيجية". و قد يهدف هذا اللقاء الذي تشارك فيه وزارة التعليم العالي وبالحث العلمي تحت شعار "تطوير التكنولوجيات الجديدة" إلى "ترقية التعاون العلمي في الميادين المتعلقة بالبحث العلمي و تطوير التكنولوجيات الجديدة".