يرفرف، اليوم، ولأول مرة في التاريخ، العلم الفلسطيني بمقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" بباريس بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد قبول عضوية فلسطين بهذه الهيئة في خطوة وصفت بالهامة للفلسطينيين لدعم مطلبهم في الانضمام إلى الأممالمتحدة، في ظل استمرار سلطات الاحتلال في عرقلة كل ما يخدم القضية. وكان المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو قد أوصى، في الخامس من أكتوبر الماضي، بانضمام فلسطين إلى المنظمة، حيث حصل طلب المجموعة العربية على أغلبية 40 دولة من أصل 58 دولة يتألف منها المجلس فيما امتنعت 14 دولة عن التصويت. ووافق المؤتمر العام لليونيسكو في دورته ال36 في 31 من أكتوبر الماضي على أن تصبح فلسطين العضو 195 في المنظمة بتصويت 107 دول واعتراض 14 دولة وامتناع 52 دولة من أصل 193 دولة عضوة في المنظمة. وأصبح هذا الأمر رسميا في 23 نوفمبر الماضي، عندما وافقت فلسطين ووقعت الميثاق التأسيسي للمنظمة. ويهيئ انضمام دولة فلسطين إلى منظمة اليونيسكو الأرضية للفلسطينيين في حشد مزيد من الدعم لصالح قضيتهم، باعتبارها خطوة مهمة في سعي السلطة الفلسطينية للانضمام إلى الأممالمتحدة، حيث يدرس مجلس الأمن طلب انضمام فلسطين، وهو الطلب الذي تقدم به الرئيس محمود عباس في 23 سبتمبر الماضي فيما ينتظر أن يصوت عليه مجلس الأمن في الحادي عشر من ديسمبر الجاري. وقد أثار حصول فلسطين في بداية شهر نوفمبر على العضوية باليونيسكو والتي تعد من ابرز الهيئات الأممية معارضة كل من إسرائيل وواشنطن التي شنت حملة معادية ضد نيل العضوية الأممية. وفي أعقاب قبول فلسطين في منظمة اليونيسكو، أعلنت الولاياتالمتحدة التي انسحبت من منظمة اليونيسكو في عام 1984 وعادت إليها في عام 2003 سحب دعمها المالي للمنظمة الذي تشكّل نسبته 22 في المائة من الميزانية، وهو ما يقدر بلغة الأرقام ب 70 مليون دولار، في ضوء تشريعين أمريكيين يمنعان تمويل أية وكالة في الأممالمتحدة تقبل الفلسطينيين بصفتهم دولة كاملة العضوية. وتسعى فلسطين من خلال انضمامها إلى اليونيسكو، إلى إدراج مواقع تاريخية لها في لجنة التراث العالمي، وبخاصة تلك الواقعة على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، حيث لدى مدينة رام الله نحو 20 موقعا أولها في بيت لحم. وأكد دبلوماسي فلسطيني في تصريح صحفي، أن محمود عباس يولي أهمية كبيرة لهذا الحدث المهم، كون أن العلم الفلسطيني سيرفرف لأول مرة بهيئة أممية أساسية وذات وزن كاليونيسكو. وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو الحدث الهام في مسار القضية الفلسطينية، تشهد الأراضي الفلسطينة والقدس المحتلة اعتداءات تعسفية يومية من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف طمس معالمها التاريخية. وأفاد في هذا الصدد، وزير الشؤون الخارجية الفلسطينى رياض المالكي، أن القيادة الوطنية أعطت تعليماتها لسفير فلسطين في الأممالمتحدة رياض منصور ببدء الاتصالات مع المجموعات العربية والإقليمية لتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يدين كافة الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ومقدساتهم.