باريس - تميزت سنة 2011 بإجراء عدة اتصالات بين السلطات العمومية و الجالية الوطنية المقيمة في الخارج بغرض اشراك الكفاءات الوطنية في جهود التنمية الوطنية. في هذا الإطار أجرى كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج حليم بن عطا الله خلال هذه السنة زيارات عمل قادته إلى العديد من المدن الفرنسية بغرض التقاء النخبة لحثها على تكوين "شبكة" تسهل ادماجها في القطاعات الاجتماعية و الاقتصادية التي يمكن أن تثير اهتمامهم. و يتمثل الهدف المسطر من وراء هذه الاتصالات التي يبدو أنها أعطت ثمارها في استغلال مهارة هذه النخبة و استحداث أقطاب كفاءات من خلال مقاربة ناجعة بين الجزائريين الذين يعيشون في الجزائر و أولئك المقيمين في فرنسا. و عبر جل المشاركين في هذه اللقاءات الذين التقاهم بن عطا الله خلال جلسات العمل المتعددة التي نظمت لهذا الغرض عن رغبتهم في المساهمة في جهود التنمية الوطنية شريطة أن تتسم طلبات القطاعات المعنية بالوضوح. و عبر كل من الأطباء المختصون و الباحثون و الجامعيون و المهندسون و المقاولون عن رغبتهم في تقديم تجاربهم الخاصة و ارساء علاقات متينة مع بلدانهم الأصلية معربين عن أملهم في استحداث مراصد محلية تضم كل الكفاءات و الملحقين بالمصالح القنصلية. و من وجهة نظرهم التعاون "لا يجب أن يكون فرديا كما هو الحال أحيانا بل في "إطار تشاوري" قصد العمل في شفافية" مع المؤسسات الوطنية. و يتعلق الأمر كما قالوا بتحقيق "انسجام حقيقي فيما يخص الطلبات المعبر عنها من الجزائر و توجيه العروض المتوفرة". و أضافوا أن ابرام اتفاق إطار سيكون الأنسب للسماح لهم بالتحرك ب "نجاعة" في مناخ يسوده "الهدوء". كما عبر بعض أعضاء الجالية الوطنية خلال جلسات العمل عن "مخاوفهم" بشأن البيئة "البيروقراطية" للإدارة سيما فيما يخص تباطؤ الاجراءات الرامية لانجاز المشاريع التي يأملون في مباشرتها بالجزائر. فيما ركز آخرون على مد جسور بين الجزائر و أعضاء الجالية من ذوي الكفاءات متأسفين لكون مشاريع "تمنح للأجانب في ظل وجود الكفاءات الوطنية". و كان بن عطا الله قد دعا أعضاء الجالية الوطنية بالخارج خلال لقاءاته العديدة معهم سواء بباريس أو ليون أو مونبوليي أو غيرها من المدن الفرنسية إلى التحلي ب "البراغماتية" و "الروح البناءة" مشيرا إلى أن مشروع إدماج الكفاءات الوطنية في البرامج التنموية في الجزائر يترجم "أولوية وطنية". و كان الهدف الرئيسي من هذه الاتصالات العديدة مع أعضاء الجالية الوطنية إقامة "علاقات ثقة". و يتعلق الأمر بإنشاء "بنوك معطيات" من خلال إحصاء الكفاءات الوطنية المستعدة لإفادة بلدهم من تجربتهم و مهارتهم. كما دعيت هذه الكفاءات إلى تنظيم نفسها من أجل "التعريف بنفسها ". و اعتبر كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج أنه من غير المجدي العمل في عزلة. و تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى الاتفاقية الخاصة بإنشاء بوابة إلكترونية على أساس بنك معطيات التي وقعت خلال 2011 بين كتابة الدولة المكلفة بالجالية الوطنية بالخارج و وزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال بغرض تسهيل إدماج الكفاءات الوطنية المقيمة بالخارج في مختلف البرامج القطاعية الخاصة بالبحث. و ستسمح هذه البوابة بنشر و تبادل المعلومات بين الكفاءات الوطنية المقيمة بالخارج حول مشاريع اجتماعية و اقتصادية في الجزائر فضلا عن التنسيق بين هذه الكفاءات و القطاعات الوطنية التي تبحث عن قدرات بشرية عالية.