واشنطن - قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي أمس الخميس في واشنطن أن "العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر تتطور إيجابيا" و أن زيارته كانت سانحة ل"تحديد آفاق جديدة" للعلاقات الثنائية. و أضاف مدلسي في تصريح ل (وأج) عقب أول يوم من زيارته للعاصمة الإتحادية أن "بداية السنة هذه تعتبر فرصة سانحة لتحديد الآفاق التي تخص العلاقات بين الولاياتالمتحدة و الجزائر و كذا المشاورات بين البلدين حول بؤر التوتر في المنطقة التي يتعين علينا تناولها بنظرة مسؤولة مثلما هو الحال بالنسبة لسوريا التي يجب تخصيصها بعمل مسؤول". و لدى تطرقه للعلاقات الثنائية أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنها تتطور "إيجابيا" في العديد من المجالات على غرار المجال الاقتصادي حيث تبقى الولاياتالمتحدة أول زبون للجزائر في مجال التجارة الخارجية. أما على الصعيد العسكري فقد سجل "ارتياح البلدين" بشأن تنفيذ برامج التكوين التي سطرت بين البلدين. و فيما يخص محاربة الإرهاب سجل مدلسي الانشغالات إزاء الوضع في منطقة الساحل و ذلك قبل و بعد الأحداث في ليبيا. و أشار وزير الشؤون الخارجية في هذا الصدد إلى أن الجزائر تنسق عملها ضمن بلدان الميدان (الجزائر-مالي-موريتانيا-النيجر) من اجل "تنسيق جهود محاربة الإرهاب" حيث سجلت بعض النتائج المرضية. و أكد أن "الأمر يتعلق بتنسيق شراكة بين بلدان الميدان و البلدان الشريكة و منها الولاياتالمتحدة من شانها التمكين من خوض محاربة الإرهاب في أحسن الظروف من خلال طلب قدرات التكوين التي تزخر بها البلدان الشريكة و نظامها للمعلومات و تكنولوجيتها و حتى تجهيزاتها كلما تطلب الأمر ذلك. و من جهة أخرى أعلن مدلسي أن وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ستقوم بزيارة للجزائر خلال شهر فبراير المقبل. و أوضح مدلسي أن " كلينتون عبرت منذ شهور عن عزمها القيام بزيارة لبلدنا تلبية لدعوة من الجزائر و نحن سعداء باستقبالها". و عن سؤال حول مسألة الصحراء الغربية أوضح الوزير أن هذا الملف تم التطرق إليه مع السيدة كلينتون على مستويين. و أردف يقول أن المستوى الأول تعلق ب "العلاقات مع البلد الشقيق المغرب حيث اطلعت كلينتون عن التطورات المسجلة منذ عدة أشهر في العلاقات بين الجزائر و المغرب". و ذكر بهذا الشأن بالزيارات الوزارية و الاتفاقات المبرمة بين وزراء من البلدين مثل وزراء الطاقة و الفلاحة و الموارد المائية و التربية و الشباب و الرياضة. و أكد في نفس السياق يقول "علينا مواصلة هذا الجهد مع الأشقاء المغربيين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية و كذا من أجل إعطاء دفع لبناء الصرح المغاربي الذي نأمل في تجسيده". و مع ذلك -أضاف يقول- "في المنطقة المغاربية لا ينبغي علينا أن ننسى أشقاءنا في الصحراء الغربية التي تعالج مسألتها على مستوى الأممالمتحدة و أنها ستظل تعالج كذلك بين البلدين المعنيين مباشرة". و بهذا الصدد-أردف يقول- "نأمل أن اللقاءات المقبلة بين جبهة البوليزاريو و المغرب ستمكنهما من إيجاد مجال للتفاهم في إطار احترام الشرعية الدولية و لوائح مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". و خلال زيارته لواشنطن التي يقوم بها كذلك بصفته رئيس مجموع 77 التقى مدلسي أمس الخميس بوزيرة الخارجية الأمريكية التي أكدت أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة و الجزائر "ممتازة" و نوهت "بالإصلاحات الملموسة" التي باشرتها الجزائر من اجل دعم الصرح الديمقراطي. كما أجرى محادثات مع مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان الذي تناول معه المسائل الإقليمية لاسيما الوضع في سوريا حيث الجزائر عضو في اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري كما لديها مراقبين ضمن لجنة الجامعة العربية للمراقبة التي باشرت مهامها في هذا البلد في أواخر ديسمبر الأخير.