الجزائر - يعقد الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي في وقت لاحق يوم الأربعاء آخر لقاء تقريبي بينهما دون تحقيق اي تقدم يذكر في مسار السلام وذلك قبل يوم من إنقضاء المهلة التي حددتها اللجنة الرباعية للطرفين في الوقت الذي تتواصل فيه جهود الاتحاد الاوروبي للدفع بعملية السلام الى الامام. ومن المقرر أن يعقد الجانبان اللقاء السادس في العاصمة الاردنية عمان منذ الثالث من جانفي الجاري لمناقشة المقترحات التي قدماها حول قضايا الحدود والأمن قبل انتهاء مدة اللجنة الرباعية حول التوصل الى حل سلمي فيما يخص الحدود. وحسب مصدر مسؤول في دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية فإن الاجتماع الخامس كان عقد الليلة الماضية بين كبير المفاوضين صائب عريقات واسحق مولخو المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي من "دون أن يفضي إلى أي تقدم". و تقود اللجنة الرباعية التي تضم ممثلين عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوربي والامم المتحدة وروسيا الجهود الدولية الرامية إلى إعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات للتوصل قبل متم العام الحالي إلى اتفاق بشأن قضايا الوضع النهائي. وقد حددت اللجنة يوم 26 يناير الجاري آخر مهلة بشأن الوضع في الشرق الأوسط والتي يفترض أن يقدم خلالها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي مقترحاتهما بشأن الحدود وقواعد إقرار الأمن بينهما. وكانت اللجنة الرباعية قد أصدرت في سبتمبر الماضي بيانا دعت فيه الفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف المفاوضات في غضون شهر والسعي لاتفاق سلام بنهاية 2012. كما دعت إلى إجتماع الطرفين في غضون شهر للاتفاق على جدول أعمال تفاوضي والالتزام بالوصول إلى اتفاق في موعد لا يتجاوز نهاية 2012. وبمبادرة اردنية تمكن الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي من عقد خمس لقاءات استكشافية منذ بداية الشهر الجاري غير انها لم تحقق اي تقدم يذكر في عملية السلام حسب ما أكده مرارا مسؤولون فلسطينيون وذلك بسبب رفض اسرائيل كل المطالب الفلسطينية بخصوص وقف البناء الاستيطاني والالتزام بحل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967. وأمام التعنت الاسرائيلي ابدت الاوساط الفلسطينية موقفها الرافض لمواصلة اللقاءات الاستكشافية التي "لا جدوى لاستمرارها بعد تبين الموقف الاسرائيلي". وجددت فلسطين رفضها تمديد مهلة المفاوضين وهو ما أكده عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف مشيرا إلى أن "هناك توافقا فلسطينيا على عدم تمديد لقاءات عمان في ظل تهرب رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو من أي إمكانية لفتح مسار جدي وحقيقي ومن استئناف المفاوضات وفق مرجعية حدود 1967 ووقف الاستيطان". وأضاف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ابو يوسف "إن الجانب الإسرائيلي لم يقدم حتى اللحظة وجهة نظره حول الحدود والأمن بينما يحاول التهرب من ذلك بالضغط لجهة تمديد اللقاءات التي بدأت في عمان منذ مطلع الشهر الجاري". وأبرز إن الجانب الإسرائيلي "لم يتقدم إلا بمطالب مرفوضة لما تشكله من نسف جوهر المفاوضات وقضايا الوضع النهائي لتضمنها الاعتراف بيهودية الدولة وبقاء المستوطنات وعدم تقسيم القدس" المحتلة. وأشار إلى أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستجتمع قريبا لبحث الوضع الراهن وبلورة موقف نهائي بشأنه تمهيدا لعرض آخر المستجدات المتعلقة بهذا الخصوص أمام اجتماع الجامعة العربية الذي تأجل عقده إلى مطلع فيفري المقبل بعدما كان مقررا في 29 الجاري. ولفت إلى أن الجانب الإسرائيلي قدم في لقاءات عمان 21 مطلبا كترتيبات أمنية للحل المستقبلي تتضمن بقاء جيش الاحتلال في المعابر والحدود والمواقع الاستراتيجية الحيوية في الضفة الغربيةالمحتلة وفي الأغوار لأربعين عاما وعدم إزالة الكتل الاستيطانية الكبرى. وقال أبو يوسف إن الجانب الفلسطيني قدم منذ أول لقاء بعمان "وجهة نظره لقضيتي الحدود والأمن وأكد رفضه وجود الاحتلال أو المستوطنين في الأراضي المحتلة". وفي محاولة جديدة لفك الجمود في المفاوضات تواصل وزيرة خارجية الإتحاد الاوروبي كاثرين أشتون اليوم جولتها للشرق الاوسط في محاولة جديدة للدفع بالجانبين للعودة الى طاولة المفاوضات. وستلتقي اشتون مندوب اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط توني بلير خلال الليل وسيلي ذلك لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم. وخلال الزيارة التي قادتها اليوم الى قطاع غزة حيث التقت مع ممثلي المجتمع المدني وقعت اشتون على إتفاقية دعم مالي لصالح وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بقيمة 55 مليون يورو. وتعثرت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني و الاسرائيلي بسبب إنتهاء امر مؤقت بتجميد البناء المستوطنات في الضفة الغربية رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو تمديده. ويصر الفلسطينيون على عدم العودة الى المحادثات حتى تقوم اسرائيل بوقف البناء الاستيطاني في كل الاراضى المحتلة بما فيها القدسالشرقية وتوافق على اطار واضح للمفاوضات على اساس حدود عام 1967 .