الجزائر - يتوجه أكثر من 5.3 مليون ناخب سينغالي يوم غد الاحد الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية وسط احتقان سياسي رافض لترشح الرئيس عبد الله واد لعهدة رئاسية ثالثة وتصاعد وتيرة العنف جراء المواجهات بين قوات الامن و المعارضة. ويواجه الرئيس عبد الله واد الذي يخوض هذه الانتخابات سعيا للفوز بولاية ثالثة 13 مرشحا من المعارضة من بينهم ثلاثة رؤساء وزراء سابقون من بينهم مصطفى نياس و ادريس سيك و ماكي سال و كذلك عثمان تنور دينغ زعيم الحزب الاشتراكي الذي حكم البلاد منذ 1960 الى 2000. وتواصل المعارضة و منظمات المجتمع الدولي المنضوية تحت لواء حركة "أم 23" عشية الاقتراع رفضها لترشيح الرئيس واد كما أبدى بعض قادة عدد من الدول عدم موافقتهم فكرة الترشح لعهدة رئاسية ثالثة. وكان المجلس الدستوري وهو أعلى سلطة دستورية بالبلاد قد اقر في 27 جانفي المنصرم بترشيح الرئيس عبد الله واد (85 عاما) لعهدة جديدة غير ان هذا القرار اثار موجة من الاحتجاجات التي دعت اليها المعارضة منذ 17 فيفري الحالي حيث أخذت منحى تصعيدي اذ اندلعت اعمال عنف في العاصمة دكار وفي بعض المدن السنغالية الاخرى. واشارت تقارير اعلامية الى مقتل منذ نهاية شهر جانفي الماضي عشرة اشخاص على الاقل كما أصيب آخرون واعتقل العديد من المحتجين خلال أعمال عنف في هذا البلد الافريقي. وأعرب الامين العام للأمم المتحدة عن أسفه لحوادث العنف التي شابت الحملة الانتخابية السنغالية وخلفت خسائر في الأرواح مؤكدا على أهمية احترام حرية التظاهر السلمي. وناشد الاطراف السياسية تجنب استخدام أو التحريض على العنف مجددا دعوته لاجراء انتخابات سلمية وذات مصداقية. ولضمان اجراء انتخابات نزيهة في السنغال نشر الاتحاد الأفريقي الاسبوع المنصرم بعثة مراقبين لمراقبة الاستحقاقات الرئاسية في البلاد والتي ستمارس عملها بموجب إعلان "دوربان" الخاص بالمبادئ التي تحكم الانتخابات الديمقراطية في أفريقيا والتي أقرها رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في جويلية عام 2002. وقال الاتحاد الذي يرأس بعثته الرئيس النيجيري السابق اوليسغون اوباسانغو في بيان صحفي على موقعه الالكتروني إن البعثة تضم أعضاء من البرلمان الأفريقي واللجان الانتخابية الوطنية المستقلة ولجنة الممثلين الدائمين في الاتحاد الأفريقي وممثلي منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني الأفريقي. وكان الرئيس النيجيري السابق أوباسانغو التقى نهاية الاسبوع الماضي بالرئيس السنغالي المنتهية ولايته عبدالله واد في داكار وعدد من زعماء المعارضة السنغالية في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد قبيل الانتخابات. وتأمل المعارضة حسب احد وجوه المجتمع المدني عليون تين في ان يتمكن اوباسونغو رغم انه لا ياتي بصفته "وسيط" من اقناع عبد الله واد على سحب ترشحه. ومن جانبها قررت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) نشر 150 مراقبا في السنغال تحسبا لهذه الانتخابات ويرأس البعثة رئيس وزراء توغو السابق كوفي ساما. وسيلتقي أعضاء البعثة بأعضاء لجنة الإنتخابات في السنغال بالإضافة إلى مسؤولين سياسيين وأمنيين ودبلوماسيين وممثلين لمنظمات المجتمع المدني. ولمراقبة سير الانتخابات الرئاسية السينغالية ارسل الاتحاد الاوروبي من جهته 90 عضوا للقيام بهذه المهمة.