خنشلة - يبرز المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية الجزائر العاصمة الذي تجري فعالياته بخنشلة مدى عمق الأصالة والتراث المميز لهذه المنطقة حسب العديد من الزوار. و يثير جناح الألبسة النسائية التقليدية لهذه التظاهرة التي انطلقت أمس الأحد على غرار الكراكو والقفطان و الحايك وسروال الشلقة وغيرها فضول نساء خنشلة من زائرات المعرض لاسيما منهن الفتيات المقبلات على الزواج حسب ما لوحظ. و أوضحت سالم الزهراء رئيسة جمعية النشاطات النسائية أن هذا الصنف من اللباس التقليدي لا يزال يحتفظ به كموروث تقليدي تصطحبه العروس معها ضمن جهازها إلى جانب اللباس ومستلزماته العصرية. و تلقى أطباق الحلويات التقليدية التي يعرض منها 15 نوعا على غرار مقروض اللوز و التشراك والدزيريات وغيرها نفس الاهتمام من طرف الزائرات من النساء للتعرف عن قرب و الإطلاع على كيفيات إعداد هذه الحلوى حسب ما أوضحته عارضة لهذا الجناح وهي تقدم شروحا حول أنواع هذه الأطباق التي لا تغيب عن الموائد في حفلات الزفاف وفي كل المناسبات و الأفراح. أما جناح النحاس المضغوط الذي يندرج ضمن الفن التشكيلي فيتضمن لوحات نقشت عليها أسماء الله الحسنى وآيات القرآن الكريم وبعض الصور المستوحاة من الأحياء الشعبية العتيقة لمدينة الجزائر .كما تعرض أدوات أخرى مصنوعة من النحاس على غرار المرش والقصعة وغيرها من أدوات النحاس المزركشة التي تستخدم لأغراض منزلية و ديكور لتزيين البيوت وصالونات استقبال الضيوف. و في هذا الصدد يقول محمود أحد العارضين إن حرفة صناعة النحاس بالرغم أنها لا تزال تمارس بالجزائر العاصمة "إلا أنها تراجعت مقارنة بما كانت عليه في السنين الماضية"مما يستدعي "تشجيع هذه الحرف و إدراجها ضمن التراث المادي والحفاظ عليها من الزوال في ظل الانتشار الواسع للأدوات العصرية باعتبارها جزءا من التراث الأصيل". كما يشكل جناح الفن التشكيلي الذي امتزجت فيه اللوحات المعروضة ما بين المدرسة الطبيعية وأخرى في المنمنمات من خلال أزيد من 20 لوحة أنجزها فنانون معروفون مثل العريبي والراحلة بريشي مريم و بوذراح أحمد الذين أظهروا مدى إعجابهم بالفنان محمد راسم و إسياخم وغيرها من الفنانين الذين تركوا بصماتهم في هذا الفن على الصعيدين الوطني والعالمي. و للإشارة فإن الأسبوع الثقافي للجزائر العاصمة بخنشلة افتتح مساء أمس بسهرة فنية في الغناء الشعبي و ذلك بقاعة دار الثقافة "علي سوايعي" من تنشيط كل من عبد القادر شرشام ومحمد لانان و نذير بن قاسي وتجاوب معها معها الجمهور المحلي إلى غاية وقت متأخر من الليل. و سيحتضن المركز الثقافي لمدينة قايس مساء اليوم حفلا فنيا في الغناء الشعبي يحييه نفس المطربين قبل تنقلهم في اليوم الموالي (الأربعاء) إلى دار الشباب لبلدية متوسة. و ستنظم على شرف الوفد الثقافي للجزائر العاصمة جولات استطلاعية واستكشافية عبر بعض المواقع التاريخية بالمنطقة على غرار قصر الكاهنة ومحطة حمام الصالحين.