هافانا - استطاعت كوبا أن تثبت وجودها ضمن الدول المتطورة طبيا رغم الحصار الاقتصادي المفروض عليها منذ أكثر من 40 سنة من الزمن من خلال تبني استراتيجية وطنية ارتكزت على البحث العلمي وتنمية الموارد البشرية. و رغم العزلة التي عانى منها هذا البلد طويلا غير ان ارادته كانت اقوى من حجم مساحته حيث اثبت وجوده علميا منافسا في ذلك في بعض الميادين بعض الدول المتقدمة. وقد اعتمد هذا البلد الصغير المتواجد بمنطقة الكارييب على تنمية الموارد البشرية وركز على التكوين واستثمر في البحث العلمي .وساهمت كل هذه العوامل في تلبية احتياجات كوبا من الادوية بانتاج وطني فاق نسبة 70 بالمائة. كما استثمرت في تطوير الصحة الجوارية بتطبيق العلاج عن طريق طبيب العائلة ضمن لها تغطية شاملة على امتداد الجزيرة. ويتوفر هذا البلد صغير المساحة —حسب معلومات استقتها (واج) على هامش أشغال الدورة 17 للجنة المشتركة الجزائرية الكوبية المنعقدة بها والتي يرأسها عن الجانب الجزائري وزير الصحة والسكان والمستشفيات السيد جمال ولد عباس —على 600 باحث نافست بفضلهم كوبا الدول المتقدمة في العديد من المجالات ولاسيما القطاع الطبي بابتكاراتها المستمرة التي شملت عدة أصناف من الادوية موجهة لعلاج عدة أمراض. ونجحت كوبا في انتاج 8 لقاحات من بين 13 لقاح مسوق بها استطاعت بفضلها القضاء على كل الامراض المعدية وتصدرها إلى 110 دولة في العالم. كما تعد كوبا رائدة في مجال تخفيض وفيات الاطفال حيث يسجل بها أقل من 4 وفيات لكل 1000 ولادة حية كما خفضت من وفيات النساء الحوامل وهما عاملان مسجلان ضمن أهداف الفية الاممالمتحدة لسنة 2015 تصدرت كوبا قائمة دول العالم في هذا المجال بجانب السويد. كما ساعدت منظمة الصحة العالمية التي اعترفت بكل الانجازات العلمية لكوبا بتقديم علاج لفائدة 26 مصاب بالسيدا بمنطقة أمريكا اللاتينية وأفريقيا .و تحصلت بفضل اخترعاتها ومعارفها على عدة شهادات ايزو في التنظيم والتسيير وبراءات الاختراع والملكية الفكرية. ولم تقتصر انجازات كوبا على المجال الطبي بل تميزت بفضل اعتمادها على العنصر البشري الذي ترى فيه قيادتها أحسن استثمارا في مجالات أخرى على غرار السياحة مسجلة تدفقا كبيرا على طوال السنة وكذا الرياضة محققة نتائج ذات المستوى العالي وتكنولوجيات الاعلام والاتصال ومحو الامية.