أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، يوم الاثنين بالجزائر العاصمة، أن الحوار السياسي بين الجزائر والاتحاد الاوروبي قد عرف تقدما "ملموسا" خلال الاشهر الاخيرة. وأوضح مدلسي خلال ندوة صحفية مشتركة مع السيد ستيفان فول، المفوض الاوروبي للتوسيع و سياسة الجوار، أنه "يمكن القول فيما يخص المسائل السياسية اننا احرزنا تقدما ملموسا خلال الاشهر الاخيرة". وأضاف السيد مدلسي ان الحوار السياسي بين الجزائر والاتحاد الاوروبي "اصبح الان حقيقة قائمة على الية" قام الطرفان بوضعها خلال السنة الفارطة و "هي تعمل بشكل جيد". وأضاف الوزير ان "هذا الحوار السياسي قد كان طموحا بما اننا شرعنا منذ اكثر من شهرين في محادثات استطلاعية حول افاق ادماج الجزائر في سياسة الجوار الاوروبية اذا ما توفرت جميع الظروف". كما أشار السيد مدلسي، إلى أنه "خصص" جزءا من محادثاته مع المسؤول الاوروبي "لتقييم العلاقات بين الجزائر و الاتحاد الاوروبي على مختلف المستويات". وأوضح الوزير، أن الطرفين قاما اولا بتقييم العلاقات السياسية مضيفا انه في المجال الاقتصادي فان "الوضعية قد عرفت تطورا هاما واعتقد باننا لمسنا تفهما اكبر من المتعاملين الاقتصاديين الاوروبيين فيما يخص الظروف التي يمكنهم مواصلة العمل في الجزائر". ونأمل كما قال، في "ان يرتفع عدد المستثمرين في بلادنا و نحن في وضعية تمكننا من تشجيع و مرافقة هؤلاء المتعاملين الاقتصاديين". وبخصوص التعاون المؤسساتي بين الاتحاد الاوروبي و الجزائر، أشار السيد مدلسي الى التعاون المالي الذي "عرف تسهيلات فيما يخص الاجراءات منذ اكثر من سنة" مضيفا ان "الادارات الجزائرية بصدد التكيف معها" و ذلك ما يعتبر حسب الوزير، "بالأمر الجيد". كما اوضح السيد مدلسي انه تناول مع السيد فول مسالتين "تشكلان موضوع مفاوضات منذ عدة اشهر بين الجانبين" و يتعلق الامر بالتفكيك التعريفي و التعاون الطاقوي. من جهة أخرى، تطرق الوزير الى تشريعيات ال10 ماي المقبل مؤكدا انه اغتنم فرصة لقائه بالمفوض الاوروبي لتقديم الشكر للاتحاد الاوروبي من اجل "تغطية انتخابات ال10 ماي ببعثة ملاحظين". و قال الوزير في هذا الخصوص "اننا على استعداد الان لترسيم هذا القرار المشترك" مشيرا الى امكانية التوقيع يوم غد الثلاثاء على مذكرة تفاهم تتعلق بهذه المسالة. كما اوضح انه اغتنم مناسبة لقائه بالسيد فول "للتطرق الى مضمون الإصلاحات "التي باشرتها الجزائر و القوانين التي تم اصدارها منذ اسابيع. وأضاف قائلا "اعتقد انني فهمت بان مجموع تلك القوانين قد اعتبرت عموما جد مشجعة" من وجهة نظر الاتحاد الاوروبي. كما اضاف بانه كان له نقاش حول القانون الخاص بالجمعيات مع المفوض الاوروبي و ذلك "من اجل توضيح مضمون هذا القانون بغية رفع اي سوء فهم و بخاصة تصحيح الصورة التي يريد البعض اعطاءها لهذا القانون". كما كانت الفرصة للسيد مدلسي ليؤكد بان القانون حول الجمعيات "ليس قانونا مقيدا و مقارنة بالقانون السابق فانه يعطي امكانيات اكبر بما في ذلك الدفاع للجمعيات في حالة عدم قبول طلب اعتمادها". وأضاف "لقد اكدنا بان هذا القانون يفرض على الجمعيات احترام القانون سيما في مجال قانون الصرف الذي يفرض على الجمعيات و كذلك على المتعاملين الاقتصاديين". أما بخصوص اتفاق التعاون التكنولوجي و العلمي الموقع اليوم بين الجزائر و الاتحاد الاوروبي فقد اعتبر السيد مدلسي انه كان "ضمانا اضافيا يحمل مزيدا من الطموحات تسمح لبلادنا بالبلوغ التدريجي لمستوى البلدان الناشئة". كما أكد بان زيارة السيد فول الى الجزائر تعد الثالثة من نوعها منذ اقل من سنتين مضيفا "ان كل زيارة قد توجت بإحراز تقدم" معربا عن قناعته بان زيارته الحالية ستسجل تقدما ملموسا". وخلص السيد مدلسي في الاخير الى ان مأدبة غداء العمل المبرمجة ليوم غد الثلاثاء ستكون مناسبة للطرفين من اجل "تعميق" المشاورات حول المسائل السياسية "و بشكل خاص المسائل المتعلقة بعدد معين من البلدان بعضها بلدان مجاورة للجزائر".