دعا باحثون من المركز الوطني للبحث في علم الآثار ومركز البحث في الفلك و الفيزياء الفلكية و الجيوفيزياء إلى إقامة تعاون في مجال علم الآثار و الزلازل لتحديد آثار الزلازل على المواقع الأثرية في الجزائر. وأوضح باحثون خلال محاضرة افتتاحية لسلسلة تحت عنوان "أيام الأربعاء المنظمة من قبل المركز الوطني للآثار "أن هذا التعاون يهدف أساسا إلى تحديد طبيعة التصدعات و الانهيارات لأجزاء بكاملها في المواقع الأثرية (لتيبازة و تيمقاد والجميلة) و مواقع أخرى تعود معظمها إلى الفترة الرومانية من أجل فهم مصدر الأحداث المتسببة في الانهيارات. وتم تنشيط ندوة حول "علم الآثار الخاص بالمناظر و المؤسسات في المناطق الزلزالية" من قبل المختصة في علم الاثنولوجيا و الآثار الإيطالية و المختصة في المشاهد الثقافية في المناطق الزلزالية بالمعهد الوطني للجيوفيزياء و علم البراكين بروما السيدة إيلاريا باناثيونيي أبا. وأشار الباحثون إلى أن الهدف من هذا البحث يكمن في القدرة على تحديد تواريخ بعض الأحداث الطبيعية لاسيما الزلازل التي حدثت خلال الماضي البعيد في هذه المناطق و تقييم شدة الزلازل في المناطق التي تضم مواقع أثرية. و اعتبرت الباحثة و المختصة في علم الآثار على مستوى المركز الوطني للبحث في علم الآثار مليكة حشيد أن حماية المواقع الأثرية "التي لن تدوم إلى الأزل والمعرضة إلى المخاطر الطبيعية" تندرج في إطار آفاق العمل التعاون الذي دعا المشاركون إلى إقامته. وشدد مدير مركز البحث في الفلك و الفيزياء الفلكية و الجيوفيزياء السيد عبد الكريم يلس على أهمية القيام ببحوث علمية بالتعاون مع المركز الوطني للبحث في علم الآثار فيما يخص علم الآثار و الزلازل من أجل "وقاية التراث الأثري من المخاطر الزلزالية الدائمة ودراسة أثر الزلازل على المواقع الأثرية حتى يسهل فهم فترة حدوثها". وتتمثل "أيام الأربعاء المنظمة من قبل المركز الوطني للآثار" في سلسلة من المحاضرات ستتواصل طوال السنة. و تهدف هذه المبادرة إلى أن تكون فضاء للتنشيط العلمي المخصص للبحث في علم الآثار و هذا ما سيسمح للباحثين بتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا المتعلقة بتخصصاتهم و التعرف على المستجدات العلمية و التكنولوجية ذات صلة بهذه التخصصات.