يعكف المركز الوطني للدراسات التاريخية للحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر على إعداد حوصلة أكاديمية تعتمد على جرد كل ما كتب حول الحركة الوطنية بمناسبة الذكرى الخمسين للإستقلال حسب ما كشف عنه يوم الأحد مديره العام جمال يحياوي. و في تدخل له قبيل تسليم جائزة المجلس الأعلى للغة العربية في طبعتها السادسة أوضح يحياوي أن الهدف من هذه العملية هو "الوقوف عند ما تم إنجازه في هذا المجال" من خلال تتبع أهم ما كتب حول الثورة المجيدة بأقلام وطنية و أجنبية. و قد سمحت هذه الخطوة—حسب ما أوضح مدير المركز— باكتشاف وجود الكثير من المؤلفين الذين تجاوز نصاب أعمالهم حول الثورة التحريرية الأربعون عنوان مضيفا بأنه تم الشروع في إعادة جمع و طباعة إصداراتهم ضمن مجموعة الأعمال الكاملة حيث تم الإنتهاء من ثمانية مطبوعات لحد الآن. و في نفس الإطار أشار يحياوي إلى أنه تم توسيع دائرة الترجمة الخاصة بأهم ما كتب حول الثورة الجزائرية في الضفة الأخرى من اللغة الفرنسية إلى الإنجليزية و الروسية و الإسبانية و حتى العثمانية القديمة. و ذكر في هذا السياق أن العملية قد كشفت عن وجود رصيد كبير من المؤلفات التي تناولت الثورة التحريرية من جوانب عدة مضيفا بأن عدد الإصدارات التي جرت ترجمتها قد بلغ خلال السنة و النصف الأخيرة 50 عنوانا. كما يسعى المركز ضمن برنامجه المسطر إلى تحويل كل الرصيد المكتوب إلى الوسائط الرقمية فضلا عن إعداد أشرطة وثائقية و أفلام مطولة عن هذه المرحلة الحاسمة فضلا عن طباعة أهم رسائل الماجستير و الدكتوراه التي ناقشت هذا الشق من التاريخ الوطني. و تتضمن الرزنامة أيضا الإهتمام بأدبيات الحركة الوطنية من خلال إعادة طبع أهم أعداد مجلتي البصائر و الشهاب و يومية المجاهد علاوة على تنظيم لقاءات مع أصدقاء الثورة من مختلف الجنسيات الذين ساندوا الثورة الجزائرية. و في الأخير تم الإعلان عن الفائزين بجائزة المجلس التي تمنح مرة كل سنتين و يتعلق الأمر بكل من أستاذة اللغة العربية و آدابها الآنسة حياة لصحف عن مؤلفها "مصطلحات عربية في نقد ما بعد البنيوية" و شميسة خلوي عن إصدارها "تصور مقترح لتقنية القراءة السريعة و دورها في تطوير تعليم اللغة العربية و استيعاب مفرداتها". كما حاز على الجائزة أيضا الأستاذ بالمعهد الجزائري للبترول غازي عثمانين الذي قدم مؤلفا حمل عنوان "أساسيات في تكنولوجيا النفط" و الباحث في الرياضيات محمد حازي عن كتابه "المقعد المجلى للتحليل الدالي" فضلا عن الجائزة التشجيعية التي منحت للأستاذ المحاضر جمال الدين قعيش عن كتابه "العقل العلمي الجديد" الذي يعتبر ترجمة لمؤلف أوليفي غوي. كما تم الكشف عن نية المجلس الأعلى للغة العربية في مضاعفة قيمة الجائزة خلال الطبعة القادمة لترتفع إلى مئتي مليون سنتيم.