التوارق عالم مفتوح على الأساطير وعلى المجتمع القبلي، حيث أثار وما يزال يثير العديد من الكتابات والأبحاث، وما يزال يجلب الكثير من الرحالين والمكتشفين بين الأكاديميين والسياح، والكل يعود وفي جعبته قصة أو أسطورة أو إضافات أشياء جديدة على تلك التي فصّلها ابن خلدون ''التوارق بين السلطة التقليدية والإدارة الفرنسية في بداية القرن العشرين'' من إصدارات المجلس الأعلى للغة العربية، وهو كتاب فاز بالجائزة الأولى في مجال التاريخ الوطني التي نظمها المجلس عن سنة 2010 والكتاب من تأليف الأستاذ حسن مرموري. ''التوارق'' هو عبارة عن رسالة جامعية لنيل شهادة الماجستير قدمها الأستاذ حسن مرموري سنة ,1992 وقدم للكتاب الحائز على الجائزة الأولى لمسابقة المجلس الأعلى للغة العربية في مجال التاريخ الوطني، الدكتور محمد العربي ولد خليفة، ومما جاء في هذه المقدمة : » في هذه الدراسة بلا ريب قيمة مضافة لمصطلحات العلوم الاجتماعية، وخاصة الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع السياسي، وتوضيح بعض المصطلحات الشائعة الاستعمال في لسان التوارق الأمازيغ (تماهاك) باللغة العربية، مثل مصطلح ''أمنوكال'' وهو رئيس الفيدرالية«. ويضيف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في مقدمته بالقول: » لقد حقق المؤلف السيد حسن مرموري خطوة هامة نحو الهدف الذي حدده في أسباب اختياره للموضوع، ألا وهو إزالة الأوهام والأفكار المسبقة حول ثقافة وتاريخ مجتمع التوارق وما أحاط به من أساطير«. أما مؤلف الكتاب السيد حسن مرموري، فقد عرف هذه الدراسة بالقول: » وتشكل هذه الدراسة محاولة معرفة بنية السلطة التقليدية وإظهار مراحل تكوينها وتطورها تبعا للظروف المختلفة التي شاهدتها، وإزالة الغموض الذي اكتنفها طويلا والفجوات العديدة التي تتخللها«. قسم المؤلف كتابه إلى ستة فصول، تناول في الفصل الأول التساؤلات التي أثارها البحث، وتطرق في الفصل الثاني إلى الظاهرة الاستعمارية، والمراحل التي مرت بها من الاحتلال الى الاستقلال، واستعرض في الفصل ذاته النظرية الخلدونية ''العصبية والصراع العصبي''، الفصل الثالث خصصه للسطة التقليدية قبل الدخول الفرنسي، لينتقل منه إلى الفصل الرابع ويستعرض من خلاله حركة المغامرين ومساهمتهم في توفير المعلومات في الميادين الجغرافية والمناخية للمنطقة، الفصل الخامس من الكتاب خصص للمغامرين المتنكرين في مهمات علمية، الفصل السادس والأخير تناول فيه المؤلف القوة والدبلوماسية، ليخلص في نهاية الكتاب البحث إلى خلاصة مفادها أن الدراسة بوسعها أن تكون مدخلا جديدا لقراءة تاريخ السلطة التقليدية. الكتاب من القطع العادي ويحتوي بملحقاته على 473 صفحة صدر عن المجلس الأعلى للغة العربية وتم طبعه في دار الشمسية للطباعة والنشر والتوزيع والإعلام. وحاز الكتاب على الجائزة الأولى في مجال التاريخ، الجائزة التي ينظمها المجلس الأعلى للغة العربية كل سنتين، وفاز هذا البحث بجائزة سنة 2010 السنة التي صدر فيها هذا المؤلف ''التوارق بين السلطة التقليدية والإدارة الفرنسية في بداية القرن العشرين''.