أفضى الاجتماع الوزاري للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب إلى إرادة مشتركة في إضفاء "حيوية مستمرة" على هذا المسار الذي يعتبر "مواتيا" و "مناسبا" في مجال محاربة الإرهاب. وأكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل ل (وأج) على هامش اللقاء أن المنتدى الذي يضم نحو ثلاثين بلدا من بينها الجزائر يؤكد "إرادتنا المشتركة في إعطائه حيوية مستمرة". و أوضح أنه "يتم القيام بالكثير من الأمور حاليا من اجل محاولة تنسيق وجهات نظر كل بلدان المنتدى بهدف العمل على تصور مكافحة الإرهاب كظاهرة مع بعدها المتمثل في محاربة تمويل الإرهاب و تأهيل التشريعات الوطنية و قدرات البلدان المعنية لمواجهة هذه الظاهرة". و أكد مساهل أن نتائج مجموعة العمل الإقليمية حول تعزيز قدرات الساحل التي عقدت اجتماعها الأول في الجزائر يومي 16 و 17 نوفمبر 2011 عرضت خلال الاجتماع الوزاري للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب. كما سجل "ارتياح" الجزائر لتنظيمها مناصفة بالجزائر العاصمة يومي 18 و 19 أبريل 2012 مع الولاياتالمتحدةالأمريكية اجتماعا خصص لإشكالية دفع الفدية لمجموعات إرهابية مقابل إطلاق سراح الرهائن. و قال في هذا الصدد "نعتقد أن الإرادة السياسية في محاربة الإرهاب لا يمكنها أن تتأكد بشكل جيد إلا إذا كانت مرفقة بإرادة قوية في مكافحة تمويل هذه الظاهرة" مضيفا أن نتائج اجتماع الجزائر "جديرة بأن تستغل و تستعمل كمساهمة في المنتدى والجهد الدولي الرامي إلى تجفيف موارد تمويل الإرهاب". و من جهتها أكدت كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون خلال المنتدى أهمية التعاون بين البلدان المعنية بالإرهاب منوها بتنظيم مع الجزائر اجتماع مخصص لمسألة دفع الفدية للمجموعات الإرهابية مقابل إطلاق سراح الرهائن. و دعت من جهة أخرى إلى تضافر جهود كل البلدان لمواجهة هذه الظاهرة في إطار شراكة شاملة حيث أكدت أن الأمر يتعلق بوضع برامج ملموسة تهدف إلى تطوير قدرات البلدان المعنية بمحاربة الإرهاب مؤكدة الضرورة بالنسبة للمجتمع الدولي لإدراك حجم هذا التهديد العابر للأوطان. من جهة أخرى حذرت السيدة كلينتون من أن شبكة القاعدة الارهابية التي تبقى تشكل تهديدا قد انتشرت جغرافيا و من ثمة صعوبة مكافحتها فعليا. و من جانبه دعا وزير الشؤون الخارجية التركي أحمد داوود أغلو إلى الادانة الممنهجة لكل عمل ارهابي يرتكب في أي بلد من العالم. كما أكد وزير الخارجية التركي الذي أوضح أنه لا يوجد بلد في العالم يمكنه مكافحة الارهاب بمفرده على ضرورة تعزيز قدرات الدول في الرد على " هذا التهديد المستفحل". و بهذه المناسبة دعا الوزير التركي البلدان العربية إلى التعاون فيما بينها و تنسيق أعمالها بهدف مكافحة هذه الظاهرة الارهابية سويا. ويذكر أن أشغال الاجتماع الوزاري للمنتدى الشامل حول مكافحة الارهاب انطلقت صباح الخميس بمشاركة الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الافريقية عبد القادر مساهل. و يترأس هذا الاجتماع مناصفة السيدة كلينتون و أحمد داوود أغلو بصفتهما الرئيسين الحاليين للمنتدى. و خلال هذه اللقاء الذي يدوم يومين سيستعرض الوزراء أشغال مجموعات العمل الاقليمية و الموضوعاتية التي تشكل المنتدى و سيصادقون على الوثائق المنبثقة عن مختلف دورات هذه المجموعات. وستتمحور المحادثات حول الأشغال التي تم القيام بها خلال الأشهر التسعة الأخيرة في إطار هذا المنتدى في مجالات عدة على غرار العدالة الجنائية و دولة القانون و مكافحة الراديكالية و تعزيز القدرات في العديد من المناطق لاسيما الساحل. و سيتبع الاجتماع الوزاري باجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى. و تترأس الجزائر مناصفة مع كندا مجموعة العمل الاقليمية حول تعزيز القدرات في الساحل التي عقدت اجتماعها الأول بالجزائر العاصمة يومي 16 و 17 نوفمبر 2011. و يهدف المنتدى الشامل لمكافحة الارهاب إلى "المساهمة في تحديد المعايير الدولية الرامية إلى ضمان تطبيق ناجح للاستراتيجية العالمية للامم المتحدة لمكافحة الارهاب".