أوقع مسلسل العنف المتواصل بمحافظات سوريا مزيدا من الضحايا بين قتلى وجرحى رغم الدعوات الدولية بضرورة وقفه ورغم التهديدات بفرض المزيد من العقوبات على هذا البلد الذي تتهدده بالمقابل حربا أهلية اذا ما استمر الوضع به على حاله. فلاتزال ميزة العنف التي اضحت صورها المجازر الشبه يومية كمجزرة الحولة والقبير اللتين أسفرتا عن مقتل ما يربو على مئة طفل . وأمام هذا الوضع ضاعف مجلس الأمن والجامعة العربية من جهودهما الرامية إلى وضع نهاية لمأساة الشعب السوري والتوصل إلى حلول من شأنه إنهاء تلك المأساة المتفاقمة منذ 15 شهرا. وفي هذا الاطار، أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أنه لا حل للأزمة السورية إلا بضغط دولي مشيرا هنا الى ان البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة "يتحدث عن أمور كثيرة تشمل الضغط السياسي والاقتصادي والحصار وهى مسائل غير عسكرية". من جهته دعا مبعوث الاممالمتحدة و الجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان أمس الى"المزيد من الضغوط" على كل الاطراف في سوريا من اجل تنفيذ خطته التي تهدف الى وقف العنف في هذا البلد. وحذر من انه اذا لم يتم تنفيذ خطته فان الوضع في سوريا يتدهور وسوف يمتد العنف الى خارج الحدود السورية ويهدد استقرار المنطقة. كما اكد الوسيط الدولي في الازمة السورية ان محادثات تجري حول تشكيل مجموعة اتصال دولية بشأن سوريا. من جهتها دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى زيادة الضغوط على الحكومة السورية لتطبيق خطة عنان الى جانب إعلان السلطات السويسرية فرضها لسلسلة جديدة من العقوبات على سوريا تستهدف خصوصا قطاعي المال والنفط والمعادن الثمينة. في غضون ذلك ذكرت شبكة "سى إن إن" الأمريكية اليوم السبت أن الزعماء والوزراء فى العالم يسعون لفرض المزيد من العقوبات على نظام الرئيس السورى بشار الأسد حيث تم إجراء العديد من الزيارات على مدار الأسبوع الماضى إلى بطرسبرغ وبكين وواشنطن لدراسة وحساب التحرك الكبير المقبل. وأوضحت الشبكة أنه كانت هناك مجموعة كبيرة من العقوبات التي تم فرضها على النظام السورى من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي خاصة وأنه قبل بداية الأزمة كانت نسبة 95% يتم تصديرها من سوريا إلى دول الاتحاد الأوروبى وحاليا توقف كل ذلك. وتعارض روسيا التدخل العسكري بسوريا حيث جددت امس على لسان نائب وزيرها للخارجية غينادي غاتيلوف رفضها إتخاذ قرار في مجلس الأمن ضد سوريا تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وقال غاتيلوف في تصريح لوكالة "إنترفاكس" إنه "من الواضح أن قرارا دوليا يفرض عقوبات على سوريا ويهدد باستخدام القوة لن يقود سوى إلى تدهور الوضع الصعب أصلا في البلاد" في إشارة إلى تلويح الولاياتالمتحدة والجامعة العربية بفرض عقوبات دولية قاسية على سوريا تحت الفصل السابع. ودعا الى توحيد جهود كافة البلدان التي لها تأثير على الحكومة والمعارضة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا وفقا لخطة المبعوث الدولي كوفي عنان. ميدانيا قتل 20 شخصا على الاقل بينهم تسع نساء وثلاثة اطفال فى قصف شنه ليل الجمعة السبت الجيش السوري على حي سكنى في درعا جنوب، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد المرصد ان الجيش السورى قام بقصف أحد الاحياء السكنية بمحافظة درعا مما أسفر عن مقتل ما لايقل عن 20 شخصا من بينهم عشر نساء وثلاثة أطفال اضافة الى سقوط عشرات الجرحى اصابات عدد منهم خطيرة. وأضاف المرصد أن اشتباكا عنيفا وقع بين القوات النظامية والمعارضين في درعا كما تم قطع الاتصالات الخليوية في المدينة. من جانب أخر، افاد شهود عيان بوقوع انفجارات في العاصمة دمشق في أعقاب قتال وقع الليلة الماضية بين المعارضين والقوات الموالية لبشار الأسد. وفى مدينة حمص وسط البلاد واصلت القوات النظامية قصفها ومحاولتها السيطرة على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور الخارجة عن سيطرتها منذ اشهر. وافاد المرصد بسقوط ستة قتلى فى هذه الاحياء منذ منتصف ليل الجمعة السبت. من جهتها أفادت لجان التنسيق السورية بارتفاع قتلى تظاهرات جمعة "تجار وثوار يدا بيد" برصاص قوات الامن والجيش السوريين إلى 68 شخصا . وتشهد سوريا منذ 15 مارس من عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام سقط خلالها الآلف من القتلى بين المدنيين والقوات الأمنية. وتتهم المعارضة السورية الحكومة بإطلاق النار على "المتظاهرين السلميين" فيما تقول الحكومة إن قواتها تشتبك مع "عصابات إرهابية مسلحة" مدعومة من الخارج.