ولد الصراع الدامي المتنامي بين القوات الحكومية ومجموعات المعارضة المسلحة بسورية مناخا افتقد في ظله المواطن السوري للامن وأضحى همه الاول عودة الاستقرار رغم حاجاته إلى الكثير من أجل الاستمرار في الحياة إلى جانب أنه وضع جعل من عمل البعثة الاممية صعب حسب ما أقر به رئيسها يوم الجمعة. ولم تفلح الضغوط المتزايدة على نظام الرئيس بشار الاسد والتي كان أخرها تسليط الاتحاد الاوروبي لحزمة جديدة من العقوبات اليوم عليه في الحيلولة دون تراجع وتيرة العنف في هذا البلد. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى جنيف اليوم أن المزيد من السوريين باتوا فى حاجة إلى المساعدة خاصة وأنه منذ شهر ماي الماضى والوضع يتدهور فى العديد من المناطق والقتال مستمر في معظم المدن السورية ولايزال المدنيون يفرون من مناطقهم السكنية وتزداد احتياجاتهم. وأشار الكسندر أكوي نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى بيان اليوم إلى انه فى بعض المناطق السورية لايستطيع السكان الخروج هربا مما يجرى من قتال كما لايمكن دخول المساعدات اليهم فى ذات الوقت الذي تواجه المحاولات المشتركة للجنة الدولية مع الهلال الأحمر السوري لمساعدة النازحين الجدد صعوبات كبيرة. وأضاف اكوي أنه على الرغم من استمرار الجهود وقيام اللجنة الدولية بتقديم المساعدات إلى الالاف من السوريين إلا أنه بات واضحا أن الناس فى سورية بحاجة إلى الشعور بالأمان قبل أي شئ أخر وكذلك ضمان امكانية حصولهم على الرعاية التى يحتاجونها. وامام استمرار القتال أقر رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية روبرت مود أن أعمال العنف التي تشهدها البلاد تعرقل مهمة البعثة المكلفة بالتأكد من وقف إطلاق النار والعمل على تثبيت هذا الأمر. وقال مود في بيان تلاه في مؤتمر صحافي هنا اليوم ان وتيرة العنف حدت أيضا من القدرة على المساعدة في تواصل الحوار بين الاطراف المختلفة لضمان الاستقرار في البلاد مشددا على اهمية ان تمنح جميع الاطراف فرصة للبعثة وان يلعب المجتمع الدولي دورا فى هذه المهمة ليتسنى لها تحقيق تطلعات وطموح الشعب السوري. وأضاف مود أن خطة المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سورية كوفي عنان هي ملك للاطراف السورية التي قبلت بها والمجتمع الدولي الذي أيدها وليس لها بديل حتى الان. واشار إلى ان المراقبين الدوليين تعرضوا لمخاطر في الايام العشرة المنصرمة نتيجة تصاعد وتيرة أعمال العنف مضيفا ان الشعب السوري يعاني كثيرا وبعضهم حوصر اثناء العمليات المتسمة بالعنف. و يذكر ان بعثة المراقبين الدوليين تأسست بموجب قرار مجلس الامن 2043 وتضم 300 مراقب عسكري غير مسلح بالاضافة إلى عناصر مدنية اخرى وبدأت مهامها في ال29 من افريل الماضي لمدة تستمر 90 يوما. وعلى الرغم من تواجد اعضاء البعثة الاممية بسورية لم يهدأ التوتر في هذا البلد قيد انملة بل لازالت مدنه تشهد مزيدا من عمليات القتل التي عرفت تصعيدا خطيرا منذ شهر ماي الماضي. وفي هذا الاطار أفاد ناشطون سوريون بان سبعة اشخاص قتلوا برصاص قوات الامن خلال مظاهرات احتجاجية خرجت في عدة مدن سورية اليوم في جمعة اطلق عليها (روسيا عدو الشعب السوري). كما قالت لجان التنسيق المحلية ان جيش النظام جدد قصفه المدفعي اليوم على عدة احياء سورية منها عندان في حلب والقصير وجوبر في حمص مما ادى إلى انهيار منازل واحتراق البساتين وذلك بعد يوم واحد من مقتل اكثر من 70 شخصا بنيران الجيش. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان افاد بالعثور على 9 جثث مساء امس الخميس لأشخاص قتل بعضهم ذبحا في بلدة حمورية في ريف دمشق. من جهتها أعلنت السلطات السورية عن اصابة 11 مدنيا وعسكريا جراء انفجارين وقعا اليوم في العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب شمال سورية. وقالت وكالة الانباء السورية ( سانا) ان مدنيين اثنين اصيبا اليوم بجروح بانفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة مسلحة قرب مستشفى دار الشفاء بحي الشعار في حلب. واصيب تسعة اشخاص هم مدنيون وعناصر من وحدات الهندس جراء انفجار عبوة ناسفة اليوم في حي الميدان بدمشق عندما حاولت وحدات الهندسة تفكيكها. وتتواصل الضغوطات الدولية الرامية إلى ثني النظام السوري عن الاستمرار في عمليات القتل العشوائي حيث اعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي قرارا بفرض حزمة جديدة من العقوبات على سورية حيث يتم بموجبه حظر إرسال بضائع تستخدم لأغراض مدنية وعسكرية إضافة إلى عدد من البضائع الكمالية على أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ اعتبارا من بعد غد الأحد. وذكر بيان صادر عن الاتحاد الاوروبى اليوم الجمعة أن البضائع التى تستخدم لأغراض مدنية وعسكرية تشمل أقنعة وملابس واقية من الغازات وأدوات تصنيع مواد كيمائية يمكن استخدامها فى تصنيع مواد سامة فيما تتضمن البضائع الكمالية الكافيار والسيجار والمشروبات الروحية والنبيذ والجلود والمجوهرات واللؤلؤ والسيارات الفاخرة والطائرات والقوارب. وقالت المفوضة السامية للشئون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبى كاترين آشتون في تصريحات صحفية عقب الإعلان عن هذا القرار أن "الوضع القائم في سورية يحتم على الاتحاد الأوروبي الاستمرار في ممارسة المزيد من الضغوط على دمشق ". من جانبها طالبت بريطانيا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باتخاذ إجراء أكثر صرامة لفرض تنفيذ خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لإحلال السلام في سورية محذرة من أن الوقت يوشك أن ينفد أمام هذه الخطة المؤلفة من ست نقاط. وقال السفير البريطاني لدى المنظمة الدولية مارك ليال جرانت "شهدنا سلسلة من المذابح يوما بعد يوم في شتى أنحاء سورية. ولذا فان الوقت يوشك أن ينفد أمام خطة كوفي عنان لكن كل جهودنا في الوقت الحالي تتركز على انفاذ تلك الخطة". ومن أنقرة أكد الرئيس التركي عبد الله غول اليوم ان "الوضع حاليا بسورية في أسوأ أحواله" معربا عن أسفه لفشل المحاولات التي قامت بها بلاده داخل سورية وفي العالم لتفادي النار والألم.