يعتبر سد كدية أسردون ببلدية امعالة الواقع على بعد 15 كلم جنوب دائرة الأخضرية بولاية البويرة بفضل طاقته الإستيعابية المقدرة ب 640 مليون متر مكعب والمنجز بأحدث تقنيات البناء ثاني أضخم المشاريع المهيكلة بعد سد بني هارون بولاية ميلة المنجز على المستوى الوطني منذ الإستقلال. مكتسيا بذلك طابعا جهويا من شأنه تخفيف المعاناة و رفع الغبن على أربعة ملايين نسمة قاطنين بكل من ولايات البويرة والمسيلةوالمدية وتيزي وزو من حيث التزود بالماء الشروب بمقدار 147 لتر لكل نسمة في اليوم فضلا عن آثاره الإجتماعية و الإقتصادية على تلك المناطق . ويمكن هذا المشروع المهيكل ذو طاقة استيعابية هائلة مقدرة ب 640 مليون متر مكعب من التزويد بالماء الشروب بواسطة قنوات التحويل الكبرى سنويا سكان كل من الجزائر العا صمة بما قدره 71 مليون متر مكعب و21 مليون متر مكعب لولاية البويرة و35 مليون متر مكعب لولاية المدية و20 مليون متر مكعب للمناطق الجنوبية لولاية تيزي وزو و 09 ملايين متر مكعب لولاية المسيلة . يغطي هذا السد ذو الطابع الجهوي حاجيات 25 بلدية على مستوى ولاية البويرة لمفردها و 19 منطقة بجنوب ولاية تيزي وزو التي تم ربط معظمها في انتظار ربط 31 بلدية بولاية المدية وبعض منها بولاية المسيلة وهي سيدي عيسى وعين لحجل وسيدي هجرس و بوطي سايح الواقعة على محور خطي قنوات التحويل للمياه انطلاقا من محطة المعالجة الكائنة بالجباحية والربط ببوقزول (ولاية المدية) ليسلم المشروع نهائيا مع حلول سنة 2013 . ويتكون هذا المشروع الهام والحيوى من شبكة قنوات إيصال المياه من السد إلى محطة المعالجة على مسافة 17 كلم ثم محطة معالجة المياه التى تقدر طاقتها ب 173 ألف متر مكعب يوميا في انتظار مضاعفتها مستقبلا وأيضا محطة ضخ مركزية وسبعة محطات أخرى لإعادة الضخ و 16 خزانا بسعة إجمالية مقدرة ب 126 ألف متر مكعب بولاية البويرة فضلا عن خزان بذراع الميزان بسعة 08 آلاف متر مكعب وخزان ببوغني بسعة 16 الف متر مكعب وخزان بواضية بسعة 05 الاف متر مكعب بولاية تيزي وزو . كما تمكن مياه هذا السد من إعطاء ديناميكية لقطاع الفلاحة بحيث يستفيد من مياه موجهة لسقي حوالي 19 الف هكتار منها 13 الف هكتار للمحيط الشرقي لسهل متيجة و الف هكتار بولاية البويرة وخمسة الاف هكتار بولاية بومرداس من شأنه رفع منتوج الخضروات ب 05 مرات على ما هو عليه حاليا بحيث يقدر ب 25 ألف طن من مختلف الخضروات فضلا عن إمكانية استحداث الآلاف من مناصب الشغل . ونفس الوتيرة مست نشاط قطاع الغابات حيث تم استحداث العديد من المشاريع المصغرة المندرجة في إطار برامج المشاريع الجوارية للتنمية الريفية المندمجة المتمثلة في تربية النحل والأرانب المستحدثة على ضفتي ذات السد لفائدة العائلات المحتاجة القاطنة بالمنطقة , في حين هناك تفكير مستقبلا في استغلال السد لتربية الأسماك وأيضا تنظيم نشاطات رياضية به ناهيك عن استغلاله في السياحة كونه يمتد إلى غاية حدود ولاية المدية على طول مسافة 18 كلم . وما يزيد من جمال ورونق هذا السد الكائن بأعالي جبال بلدية معالة على ضفاف نهر يسر الذي وصفوه المختصون ب "اللؤلؤة المعمارية" تلك التقنيات الحديثة المستخدمة في تشييده والمتمثلة في استعمال على وجه الخصوص اسمنت الخرسانة المسلحة المكثف والمدككة إضافة إلى تقنيات الإنجاز تتماشى ومقاييس مضادة للزلازل بحيث يمكن لهذا السد التصدي لزلزل بقوة 7,5 درجة على سلم ريشتر فضلا عن تجهيز كل مرافقه بأحدث عتاد والذي أشرفت على أشغال إنجازه منذ سنة 2006 كل من مجمع المؤسسات / س ن س لافالان الدولية ومغرب رازال وكندا الجزائر / ومجمع حداد الجزائري ما جعله يصنف من بين العشرين سدا الأوائل في العالم الذي استعملت فيه تلك التقنيات. تبقى مجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية في إنجاز مثل هذه المشاريع المهيكلة تسعي الي ضمان تلبية حاجيات السكان من حيث المياه الصالحة للشرب علي المدي المتوسط و البعيد وتفادي ذلك النقص المسجل في العشرين سنة المنقرضة بسبب الجفاف الذي شهدته البلاد في تلك الفترة ما أدى إلى نقص المياه الجوفية مع التزايد المزدوج للطلب على هذه المادة الحيوية من طرف السكان والتنمية الإقتصادية على السواء وكذا وضع برنامج طموح يتكفل بتسيير عقلاني للمياه وتثمين الموارد المائية المتمثلة في استغلال المياه الجوفية واستحداث مؤسسات لتصفية مياه البحار فضلا عن تحويل المياه من السدود مثلما هو الشأن بسد كدية أسردون الذي نضجت فكرة تشييده مع نهاية التسعينات والذي تدعم به قطاع الري علي غرار السدود الاخري المتواجدة عبر التراب الوطني من جهة و مفخرة للشعب الجزائري من جهة أخرى الذي هو على أبواب الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية.