أفاد رئيس جمعية "الشعرى" لعلم الفلك و مقرها مدينة قسنطينة البروفيسور جمال ميموني أن الجمعية لا زالت بعيدة عن إعطاء كامل قدراتها. وفي لقاء مع (وأج) بمناسبة انعقاد المهرجان الحادي عشر لعلم الفلك الجماهيري المختتم أمس السبت بقسنطينة فضل البروفيسور ميموني عوض الحديث عن جمعيته التي "تسيطر الآن على مجال علم الفلك في البلاد" والتي تجاوزت شهرتها حدود الوطن الحديث عن "التطلعات والطموحات التي لم تستطع جمعية "الشعرى" لحد الآن تحقيقها بسبب عدم وجود "محاورين". وقال البروفيسور ميموني خلال هذه المقابلة "تستطيع الجمعية وهي دائما مستعدة لخلق شبكة من جمعيات هواة علم الفلك نظرا لتوفر المعلمين والخبرة أيضا و نود المساهمة في تنمية هواة علم الفلك بطريقة منظمة "مضيفا أنه "للأسف لا نجد الإصغاء و الدعم اللازمين من المؤسسات ذات الصلة و نصطدم بغياب إستراتيجية تكفل بالجمعيات العلمية من طرف الوزارات و المؤسسات المعنية ". وضرب المثل في ذلك بالمهرجان الوطني لعلم الفلك الجماهيري الذي يستقطب كل عام بقسنطينة ومنذ 11 عاما "كل جمعيات هواة علم الفلك في الوطن" و المنظمات والهياكل الوطنية الناشطة في مجال علم الفلك والفيزياء الفلكية إضافة إلى الجمعيات والمنظمات الدولية المختصة في هذا المجال". و اعتبر البروفيسور ميموني أن هذه التظاهرة الرائدة لجمعية "الشعرى" "سيكون لها أيضا تأثير أكثر أهمية إذا لم تصطدم بوضعية تكون فيها العشوائية تسيطر على جمعيات هواة علم الفلك التي تولد وتختفي بين عشية وضحاها دون أن يستفسر عنها أحد". وذكر رئيس جمعية "الشعرى" التي تأخذ اسمها من أحد الكواكب أن هذه الوضعية تعطي انطباعا "بأنه يجب الانطلاق من الصفر في كل مرة" مضيفا أن مهرجان علم الفلك الجماهيري هو "واحد من التظاهرات النادرة ذات الطابع العلمي التي لها هذا التعمير و هذا البعد الوطني والدولي". وأوضح البروفيسور ميموني أن جمعيات علم الفلك ليست الوحيدة التي تستحق تشجيعا أكثر من السلطات العمومية بل كل الجمعيات العلمية مشيرا أن الأرقام تشير أنه من بين 300 جمعية ناشطة بقسنطينة يظل عدد الجمعيات العلمية يعد على أصابع اليد الواحدة والنسيج الجمعوي في جانبه العلمي غير موجود تقريبا". "لذلك -يقول المتحدث- فان جمعية "الشعرى" بكامل إرادة العالم التي تملكها لا تستطيع أن تقدم كامل قدراتها في ظل هذه الظروف.'' ولم يذكر رئيس جمعية "الشعرى رغم ذلك كلمة "تثبيط المعنويات" مفضلا القول أنه أعضاء الجمعية يحسون بعدم الرضى لأنهم يعتقدون دائما أن الجمعية تستطيع " أن تفعل أفضل بكثير". و رغم كل نقاط الضعف هذه تبقى جمعية "الشعرى" أول جمعية هاوية في علم الفلك في إفريقيا والعالم العربي حسب رأي رؤساء "آفاس" و الاتحاد العربي لعلم الفلك وعلوم الفضاء -كما أوضح رئيسها ميموني . و يبقى البروفيسور ميموني مرة أخرى متواضعا وهويكشف أن جمعية "الشعرى" في الواقع " ليس لديها الكثير من المنافسين لا على الصعيد الإفريقي و لا العربي". و لمعرفة ما إذا كان سر نجاح جمعية "الشعرى " متعلق باسم رئيسها رجل العلم وعالم الفيزياء الفلكية المعروف عالميا اعترف البروفيسور ميموني بإسهاماته في المجال العلمي و أنه عامل من عوامل الاعتدال في الأوقات الصعبة وفي الكفاح اليومي للحفاظ على ديمومة الجمعيات مشيرا أن "الخلف يوجد على أرض الواقع'' في هذه الجمعية. وقال في هذا الصدد '' صحيح أن الأضواء تسلط علي بصفة خاصة خلال الأنشطة والتظاهرات العمومية ولكن يوجد خلفي جيش كامل في الظل من بينهم بعض الأعضاء التحقوا بالجمعية شبابا وتكفلت هي بتكوينهم من أجل بناء تجربة جيدة اليوم". واستشهد البروفيسور ميموني بحالة نائب رئيس جمعية "الشعرى" مراد حمدوش الذي أصبح حاليا جد معروف وسط هواة علم الفلك في الجزائر وحتى في الخارج.