انطلق بعد ظهر اليوم الإثنين الموكب الجنائزي للفقيد الشاذلي بن جديد ثالث رئيس للجزائر المستقلة (1979-1992) من قصر الشعب (الجزائر العاصمة) متوجها الى مقبرة العالية حيث سيوارى جثمان الفقيد الثرى بمربع الشهداء. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حاضرا بقصر الشعب لمرافقة الموكب الجنائزي باتجاه مقبرة العالية. و قد تم نقل جثمان الفقيد الذي كان مسجى بالراية الوطنية على عربة عسكرية مكشوفة رصت اطرافها باكاليل من الزهور. وسلك الموكب الجنائزي الذي رافقته دراجات نارية تابعة للأمن الوطني للشوارع الرئيسية المؤدية الى مقبرة العالية مرورا بشارع ديدوش مراد ثم البريد المركزي فشارع جيش التحرير الوطني. و في جو من الخشوع و الترحم و السكينة اصطف سكان العاصمة رجالا و نساء شبابا و شيوخا على أطراف الشوارع التي يسلكها الموكب الجنائزي لتوديع رجل الإنفتاح الذي أنهى عهد الحزب الواحد و أرسى أسس التعددية السياسية في الجزائر. و نقل التلفزيون الجزائري على المباشر نقل جثمان الراحل الشاذلي بن جديد إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية. و كان جثمان الفقيد قد نقل بعد ظهر أمس الأحد إلى قصر الشعب لتمكين أفراد الأسلاك النظامية و المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة عليه. و قد ترحم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على روح الفقيد قبل أن يوقع على سجل التعازي. و كتب رئيس الجمهورية في سجل التعازي :"بمصابها الجلل في شخص رئيسها الأسبق المجاهد الشاذلي بن جديد تتكبد الجزائر التي نذر لها حياته رزءا فادحا في أحد أبنائها البررة المغاوير الذين وفوا بما عاهدوا الله عليه في الجهادين الأصغر و الأكبر". و أضاف الرئيس بوتفليقة قائلا :"إن هذا الرجل الذي بذل ما وسعه بذله في خدمة وطنه و شعبه حقيق بأن تخلد له أعماله الجليلة التي ستظل معالم بارزة في سيرته الحافلة مجاهدا و قائدا عسكريا و رئيسا ذكرا جميلا على مر العصور في قلوب رفاقه و كافة أبناء الجزائر و أبناء الأمتين العربية و الإسلامية و جميع الذين ناضلوا و ما زالوا يناضلون عبر العالم في سبيل الحرية". و كان الشاذلي بن جديد قد إنتقل الى رحمة الله يوم السبت الماضي بالمستشفى العسكري بعين النعجة اثر مرض عضال عن عمر ناهز 83 سنة. و فور الاعلان عن وفاة الفقيد قرر الرئيس بوتفليقة اعلان حداد وطني لمدة ثمانية ايام في كافة ارجاء التراب الوطني.