التقى كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج بلقاسم ساحلي يوم السبت أعضاء الجالية الوطنية في مدينة غرونوبل (جنوب-شرق فرنسا) الذين طرحوا عليه المشاكل التي تعترضهم و انشغالاتهم من أجل تكفل أفضل بالجزائريين المقيمين في فرنسا. و قد شكل سعر تذكرة الطائرة و نقل جثامين الجزائريين المتوفين في فرنسا و مسألة المتقاعدين و ضرورة دراسة -مع السلطات الفرنسية- المعاشات التكميلية التي يجب دفعها للمتقاعدين الجزائريين و امكانية تنظيم تربصات في الجزائر لفائدة الطلبة الجزائريين الذين يزاولون دراستهم في فرنسا و رغبة الأطباء الممارسين الجزائريين العاملين في فرنسا في استفادة الجزائر من خبرتهم شكلت كلها المسائل التي طرحها أعضاء الجالية الجزائرية على كاتب الدولة الذي ذكر بالجهود التي تبذلها الدولة لتلبية مطالب الجالية الوطنية "التي تعتبر طرفا في التنمية الوطنية". في هذا الخصوص صرح ساحلي مخاطبا أعضاء الجالية الحاضرين في هذا اللقاء يقول "نحن متفتحين على كل المناقشات و حول كل ما من شأنه تعزيز الثقة و التضامن بين السلطات الجزائرية و الجالية الوطنية في الخارج. و يعد حضورنا انا و مساعدي بمثابة رسالة أمل للدولة (الجزائرية)". و أردف ذات المسؤول يقول "نحن لا ننتظر منكم فقط المطالب بل أيضا تقديم اقتراحات ستساهم في تحقيق الرفاهية الهامة". و خلال هذا اللقاء سلمت اثناء حفل جرى بحضور قنصل الجزائر بغرونوبل عيسى روماني ميداليات للمجاهدين الاعضاء في فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا عرفانا للجهود و التضحيات التي قدموها خلال حرب التحرير الوطني. و في تصريح لواج على هامش هذا اللقاء اكد كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج بان اتصاله الاول مع الجالية الوطنية و الذي جاء عشية احياء الذكرى ال51 لاحداث ال17 اكتوبر 1960 يهدف الى "الاحاطة بشكل افضل بمشاكل الجالية و تجنيد هذه الاخيرة من اجل المساهمة في مشروع التنمية الوطنية". و اوضح يقول ان "الامر يتعلق ايضا بالتفكير في افضل طريقة لمساعدة هذه الجالية على تنظيم نفسها من اجل الاحاطة بشكل افضل بانشغالاتها" حيث تامل الدولة الجزائرية -كما قال- في انشاء مجلس استشاري وطني مكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج الذي سيكون الوسيلة المثلى لتمكين الجالية الوطنية من التعبير عن نفسها و تقديم دعمها للتنمية الوطنية. و ذكر ساحلي من جهة اخرى ب"المجهودات الجبارة" التي بذلتها الدولة الجزائرية لايجاد حلول للمشاكل المطروحة بالحاح على الرعايا الجزائريين. و اكد ارادة الدولة في تحسين نوعية خدمات الممثليات القنصلية الجزائرية بالخارج موضحا ان مقرا جديدا لديوان القنصلية هو في طريف التهيئة. و قال ساحلي ان زيارته تدخل ايضا في اطار احياء ذكرة 17 اكتوير 1961 و لنقل "رسالة امل و ذاكرة للشباب من اعضاء الجالية من اجل ان يدركوا تضحيات اسلافهم و ان يكونوا فخورين بهم". و اضاف "انها ايضا رسالة من اجل بناء المستقبل مع البلدان المجاورة خاصة فرنسا التي تربطنا بها علاقات كبيرة و حيث توجد جالية جزائرية ممكن ان تكون بمثابة حلقة وصل لبلوغ المستوى المرجو من التعاون". كما التقى كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج برئيس بلدية غرونوبل ميشال ديستو الذي اعرب عن ارتياحه لهذه الزيارة مذكرا بالتوءمة الموجودة بين مدينته و مدينة قسنطينة. من جانبه اكد ساحلي "اهمية" لقاء منتخبي مدينة غرونوبل حيث يوجد عدد هام من اعضاء الجالية الجزائرية. و بعد ذلك التقى كاتب الدولة اعضاء من جمعيات نشطة بمنطقة غرونوبل. و صرح بالمناسبة ان الدولة سوف لن تدخر اي جهد من اجل دراسة و الحل التدريجي لقضية نقل جثامين المواطنين الجزائريين المتوفين بفرنسا. و اضاف انه سيعقد قريبا لقاءات اخرى مع اعضاء الجالية بمدن فرنسية اخرى حول مواضيع محددة.