ذكر أخصائيون يوم الخميس بقسنطينة أن مراقبة الأمراض غير المعدية هي "ضرورة مطلقة" لتفادي الخطر المؤكد للنتائج الوخيمة لهذه الأمراض . وفي هذا الاطار صرحت الدكتورة سليمة بن زوة مختصة في الطب الباطني في اللقاء الدولي السادس للتكوين الطبي المتواصل أن هذه الأمراض التي يطلق عليها أيضا الأمراض المزمنة و هي التي تدوم طويلا و تتطور ببطء وتمثل "السبب الرئيسي للوفيات في العالم". و أوضحت هذه الطبيبة التي هي رئيسة جمعية "علوم و حياة" المبادرة بتنظيم هذا اللقاء المنعقد بكلية الطب لجامعة "منتوري" أنه حسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة فان الأمراض غير المعدية تتطلب "عملا مهما و ملموسا" في إطار التكوين المتواصل و المعرفة و التوعية و التحسيس للسلوكات المناسبة للتخفيف من "الآثار الفتاكة" لهذه الأمراض المضرة بالصحة العمومية و باقتصاد البلاد. ودعت الدكتورة ابن زوة الى زيادة الاستشارات و المراقبات الطبية من أجل الكشف و التشخيص المبكر للإصابة المحتملة بهذا النوع من "الأمراض الصامتة" و إلى "متابعة تربية صحية بدقة" و إلى "ممارسة تمارين رياضية يوميا" و"التوقف عن التدخين" و "إتباع حمية غذائية مكيفة". و ارتكزت مداخلات المشاركين في هذا اللقاء على أهمية المراقبة الطبية المقدمة ك " أداة أساسية لعمل الصحة العمومية" لجمع و تحليل و ترجمة المعطيات حول الوضعية الصحية بطريقة منسقة. و أوضح الأخصائيون أن أمراض القلب و الأوعية الدموية مثل السكتات القلبية و السكتات الدماغية و السرطان و الأمراض التنفسية المزمنة كالانسداد الرئوي المزمن و الربو و السكري تمثل الأنواع الأربعة للأمراض غير المعدية المسؤولة عن وفاة ما لا يقل عن 36 مليون شخص سنويا عبر العالم. و يتضمن برنامج هذا اللقاء 16 مداخلة شفهية بمساهمة البروفيسور آلبر فورنيي من مصلحة الطب الداخلي للمركز الاستشفائي الجامعي لأميان (فرنسا) و الدكتور حكيم مازوز طبيب كلى من أصل جزائري يعمل بنفس المركز الاستشفائي.