أبدى الطرف الفلسطيني يوم الإثنين استيائه امام تزايد خطط الاستيطان الاسرائيلي بالاراضي الفلسطينةالمحتلة واعلانها بناء 90 وحدة سكنية في الضفة الغربية واعتبرها "غير شرعية ومقوضة " لكل الجهود المبذولة من اجل سلام عادل وشامل تزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى المنطقة الشهر المقبل. وفي هذا الصدد نددت السلطة الفلسطينية اليوم بخطط إسرائيلية جديدة لبناء 90 وحدة استيطانية في الضفة الغربية معتبرة إياها "رسالة سلبية" قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتوقعة للمنطقة الشهرالمقبل. و أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في تصريح صحفي أن خطط الاستيطان الجديدة "إعلان مقصود بإصرار الحكومة الإسرائيلية على تدمير كل ما تبقى من عملية السلام وبشكل كلي ونهائي". تزايد الاستيطان تحدي للمجتمع الدولي وتقويض لعملية السلام واعتبر عريقات أن الإعلان عن الخطط الاستيطانية الجديدة "رسالة سلبية أخرى قبل زيارة الرئيس أوباما إلى المنطقة وضربة أخرى للجهود الدولية المبذولة من أجل استئناف عملية سلام ذات مغزى". و أضاف عريقات أن هذه الخطط "تشكل تحديا سافرا للمجتمع الدولي بأسره واستخفافا بمشاعر الشعب الفلسطيني والأمة العربية" مشيرا إلى أنها "تضع إسرائيل في عزلة كبيرة بعدما رفض العالم بأسره الاحتلال باعترافه بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967". وأكد المسؤول الفلسطيني أن هذه التصرفات "تؤكد أن حكومة إسرائيل اختارت الاستيطان بديلا للسلام وتؤكد مجددا أنها غير معنية بعملية السلام وتريد تدميرها وتدمير حل الدولتين". من جهته قال نبيل ابوردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية اليوم أن الاستيطان هو "العقبة الرئيسية" أمام استئناف المفاوضات والعودة إلى سلام حقيقي. ونقلت مصادر اعلامية عن أبو ردينة قوله بخصوص القرار الإسرائيلي ببناء 90 وحدة استيطانية في الأراضي الفلسطينية ان هذا القرار هو بمثابة رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبيل وصوله إلى المنطقة هدفه وضع العقبات أمام أي جهود يمكن أن تبذلها الإدارة الأمريكية سواء من خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أو من خلال الزيارة المتوقعة لأوباما. وأكد الناطق باسم الرئاسة أن الموقف الفلسطيني واضح وثابت وهو " أن لا مفاوضات مع وجود الاستيطان غير الشرعي ". وحذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث امس الاحد من مخطط الاحتلال لإقامة كنيس يهودي يقع على بعد 50 مترا عن المسجد الأقصى المبارك غربي حائط البراق. وكانت لجنة تحقيق مكلفة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحقيق في شأن المستوطنات الإسرائيلية وآثارها على حقوق الفلسطينيين أصدرت بيانا نهاية يناير أكدت فيه أن هذه المستوطنات تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الشعب الفلسطيني. و أشارت إلى أن سياسة التوسع الاستيطاني نابعة عن رفض الإسرائيليين الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وكانت حركة (السلام الآن) المناهضة للاستيطان اعلنت اليوم أن الحكومة الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر لبناء 90 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية. وذكرت الحركة في بيان أن مشاريع البناء في المستوطنة ستبدأ على الأرجح في غضون بضعة أيام. و أقرت إسرائيل سلسلة خطط واسعة للبناء الاستيطاني منذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 من نوفمبر الماضي ترقية مكانة فلسطين إلى صفة دولة مراقب غير عضو بتأييد 138 دولة وامتناع 41 ورفض 9 أخرى بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. و أعطت سلطات الاحتلال الاسرائيلية امس الاحد الضوء الاخضر لوضع التصاميم الخاصة ببناء 346 مسكنا في مستوطنات في الضفة الغربية. وكانت السلطات الاسرائيلية اطلقت الشهر الماضي عطاءات لنحو 200 وحدة سكنية اخرى في الضفة الغربية بينها 114 في مجمع استيطاني كبير قرب مدينة بيت لحم الفلسطينية. وجاء الإعلان عن خطط الاستيطان الجديدة بعد أيام من إعلان البيت الأبيض نية الرئيس أوباما زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية في مارس المقبل. الطرف الفلسطيني لايعول كثيرا على زيارة اوباما المرتقبة وبهذا الصدد قال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية إن الجانب الفلسطيني لا يعول كثيرا على زيارة أوباما ولا يضع توقعات كبيرة لما ستفضي إليه من نتائج. وفي الوقت ذاته أكد اشتية على استعداد الجانب الفلسطيني للبحث في أي أفكار للعودة للمفاوضات ب"مرجعية جديدة وبظروف تقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وينتظر أن يبحث أوباما خلال زيارته المرتقبة سبل استئناف مباحثات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ مطلع أكتوبر 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي بين الجانبين. وقال عريقات إن الجانب الفلسطيني "يأمل من الإدارة الأمريكية في ظل إدراكها لمتطلبات السلام العمل على إلزام نتنياهو قبول حل الدولتين باعتبار ذلك أساسا لأي مفاوضات". وشدد على أن "متطلبات عملية السلام لن تتغير مهما كانت الأحزاب الإسرائيلية وهناك التزامات على إسرائيل تتطلب وقف الاستيطان بما يشمل القدس وإطلاق سراح المعتقلين والانسحاب عند حدود عام 1967". الجامعة العربية تدعو الى منع أي تمويل لبناء مستوطنات اسرائيلية وحثت الجامعة العربية اليوم دول الاتحاد الاوروبي بالعمل على منع أي تمويل يساعد في بناء أو توسيع المستوطنات غير الشرعية داخل الاراضى الفلسطينيةالمحتلة. وقالت الجامعة العربية ان اقدام سلطات الاحتلال الاسرائيلية على ذلك يعد مخالفا لقرارات مجلس الأمن المتعددة بشأن بطلان الاستيطان وكذلك للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن جدار الفصل العنصري والذي نص على أن "اقامة المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية تمثل خرقا للقانون الدولي ". و أكدت الجامعة العربية فى بيان صحفى صدر اليوم انه من أجل انقاذ حل الدولتين والدخول في عملية سلام جادة بعيدة كل البعد عن الخداع الاسرائيلي والتضليل ومحاولات كسب الوقت وفرض الأمر الواقع فانه يتطلب الوقوف بحزم أمام السياسة الاسرائيلية الممنهجة التي تهدف للسيطرة على معظم الآراضي الفلسطينية بالضفة الغربية لضمها للمستوطنات او اقامة مستوطنات جديدة عليها. واعتبر البيان ان القوانين التي تفرضها اسرائيل وتطالب الفلسطينين بالامتثال لها تتعارض مع القانون الدولي و"تعد أمر خطير للغاية " يستوجب تدخلا دوليا من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية وكافة منظمات حقوق الانسان لوقف هذه الجرائم الخطيرة على الأمن والسلم الدوليين . وتسبب الخلاف على البناء الاستيطاني في توقف آخر محادثات للسلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل مطلع أكتوبر 2010 وذلك بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية.