جدد زعيم حركة النهضة الاسلامية الشيخ راشد الغنوشي يوم السبت موقفه الرافض لتشكيل الحكومة التكنوقراطية معتبرا محاولات "إقصاء" حزبه بمثابة "خطر على أمن البلاد وتجاوز للشرعية". وفي كلمة ألقاها امام الالاف من انصار حركة النهضة الذين تظاهروا في شوارع تونس العاصمة "تأييدا لشرعية النظام" وصف الشيخ راشد الغنوشي حركته بأنها "العمود الفقري لتونس" معتبرا ان من يحاول "تمزيقها او إقصاءها" من الحكم فانه "يعرض بذلك وحدة البلاد الى الخطر" بالنظر الى "الوزن" الاجتماعي والسياسي التي "تحظى" به وفق تعبيره . و تعيش تونس على وقع انسداد سياسي عميق بعد اعلان رئيس الجهاز التنفيذي عن نيته في تشكيل حكومة تكنوقراطية معتبرا ذلك بمثابة "الحل الافضل" لاخراج البلاد من ازمتها المتعددة الاوجه التي ازدادت حدة مع اغتيال السياسي المعارض الراحل شكري بلعيد. ورفضت حركة النهضة الاسلامية هذا المقترح داعية الى "احترام شرعية" انتخابات المجلس التناسيسي مؤكدة ان المرحلة الحالية تقتضي وجود حكومة ائتلاف سياسي وطني مفتوحة على الشخصيات الحزبية والمستقلة وتستند إلى قاعدة نيابية وسياسية وشعبية واسعة. واعتبر الشيخ راشد الغنوشي ان "ازلام" النظام السابق "يسعون" الى"العودة" من جديد الى سدة الحكم وان حزبه "لن يتخلى" عن الحكم طالما أنه "يتمتع" بثقة الشعب وبشرعية صناديق الاقتراع حسب قوله. وحسب رايه فان حركة النهضة تتعرض منذ وصولها الى الحكم في اكتوبر 2011 الى سلسلة من "المؤامرات" التي وصلت الى حد اقتراح حكومة تكنوقراطية مما يشكل "انقلابا على الشرعية وعلى الحكومة المنتخبة" حسب تصريحه . وتجدر الاشارة الى ان المشاورات السياسية ستستانف يوم الاثنين المقبل في محاولة اخيرة للتوصل الى توافق بخصوص تشكيل الحكومة التكنوقراطية وذلك قبل الاعلان عن نتائج هذه المساعي . وكان رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي قد هدد بالاستقالة من منصبه في حال فشل مبادرته مشيرا الى انه في حال تعثر هذا المقترح فانه سيقدم استقالته الى رئيس الدولة المنصف المرزوقي الذي يقوم بدوره بتعيين شخصية اخرى لتشكيل حكومة جديدة .