إكتشف 150 عداء جاؤوا من 6 ولايات من مختلف انحاء الوطن اليوم الجمعة بباتنة من خلال سباق الأوراس في طبعته الثانية جمال المسلك الروماني العتيق الذي يقدر عمره ب2000 سنة الممتد ما بين مدينتي لمبيز وتاموقادي العتيقتين حسب ما لوحظ. وكانت البداية التي حضرها جمهور غفير ليس من الرياضيين فحسب وإنما من عشاق الثقافة والتراث أيضا بمنطقة مركونة ومن أمام القوس الأثري الذي يشكل آخر ما تبقى من ابواب مدينة "لمبيز" القديمة ليسلك المشاركون في هذا السباق الرمزي الطريق التي كانت تؤدي الى مدينة تيمقاد في العهد الروماني. وكشف رئيس جمعية أصدقاء مدغاسن التي بادرت إلى تنظيم هذه التظاهرة السيد عز الدين قرفي ل (واج) بأن سباق الأوراس في طبعة سنة 2013 هدفه بالدرجة الأولى هو " إعادة اكتشاف المسلك الروماني الممتد ما بين منطقة مركونة الأثرية التي تعد مخرج مدينة لمبيز أو لامبزيس (تازولت حاليا) وتاموقادي (تيمقاد حاليا) بكل ما تحمله المنطقة من شواهد أثرية ومعالم تاريخية ما زالت أجزاء منها بادية للعيان". وتحت طلقات البارود لفرقة الفنتازيا وألعاب الخيالة وأنغام القصبة والبندير التراثية وسط ديكور أثري يعود إلى مئات السنين انطلقت مجموعات العدائين من مركونة (أو فيركوندا) بتازولت (لمبزيس) نحو الموقع الروماني الأثري بتاموقادي على مسافة 20 كلم عبر 19 محطة كانت تمثل حسب المختصين تجمعات سكنية قديمة منها لمبفيندي (مريال حاليا). وشكل الموقع الأثري لمدينة تيمقاد الشهير محطة وصول العدائين الذين استمتعوا بجماليات المسلك الذي بدا بعد الأمطار الأخيرة التي عرفتها الجهة أكثر متعة للناظرين بالخضرة التي امتدت فيه على طول لمح البصر. لكن وعلى الرغم من أن التظاهرة جاءت كطريقة خاصة لإحياء شهر التراث وللتحسيس بأهمية هذا التراث العريق فإن المتوجين بالمراتب الأولى سواء عند الأكابر أو الكهول(أ) والكهول (ب) كرموا بجوائز رمزية بالموقع الأثري تحت تصفيقات الجموع الغفيرة للحضور الذين رافقوا العدائين ليس للتنافس وإنما لاكتشاف المسلك الحجري الذي يمتد تحت الأرض على بعد ما بين 20 و40 سم. ولم يخف رئيس جمعية مدعاسن بأن هذا السباق الرمزي ما هو سوى وسيلة للتحسيس بأهمية المكان وتثمينه لفائدة الزوار وعشاق الطبيعة باعتباره متحفا مفتوحا على الهواء الطلق.