توصلت الحفرية الإنقاذية التي أجراها فريق مختص من مركز الأبحاث التاريخية والأثرية من الجزائر العاصمة ان الموقع الأثري المكتشف مؤخرا بمنطقة قلعة بوصبع بقالمة هو عبارة عن"مقبرة رومانية " غنية بالأثاث الجنائزي والهياكل العظمية المكتملة حسب ما علم يوم الأحد من مدير الثقافة بالولاية. وأكدت النتائج الأولية لهذه الحفرية التي دامت أكثر من أسبوعين بأن الموقع هو فعلا مقبرة تعود إلى الفترة المسيحية خلال القرن الميلادي الأول بداية للقيام بحفرية ثانية منظمة قد تدوم 5 أو 6 أشهر حسب ما صرح به ل (وأج) محمد حاج ميهوب مدير الثقافة مشيرا إلى أن مصالح المديرية بصدد تحضير ملف مكتمل لتدعيم طلبها المقدم أمام الوزارة الوصية بتسجيل عملية خاصة بهذه الحفرية المنظمة. وأشار نفس المتحدث إلى أن هذا الموقع المكتشف بالقرب من المركب الرياضي الجواري ببلدية قلعة بوصبع (12 كلم شمال قالمة) على الطريق الوطني رقم 21 باتجاه ولاية عنابة سيحول منطقة قالمة إلى متحف على الهواء الطلق و "ورشة بحث خصبة " مفتوحة أمام الباحثين من الجامعات والمراكز المختصة لإثراء معارفهم بطريقة ميدانية. وأضاف نفس المسؤول بأن الباحثين من مركز الأبحاث التاريخية والأثرية بالجزائر العاصمة عثروا خلال الحفرية الإنقاذية على عدد هائل من اللقى والأشياء الأثرية بجانب الهياكل العظمية لبشر من كلا الجنسين المدفونة تحت التراب بطريقة منظمة وفقا للتقاليد الرومانية التي كانت سائدة في تلك الفترة والتي تقضي بأن تدفن مع الميت كل الأغراض التي يحتاج إليها في "حياته الثانية". وأوضح ذات المصدر بأن عشرات اللقى الأثرية المستخرجة من الموقع تتنوع بين الحلي البرونزية التي دفنت حسب المختصين مع "النساء" وكذا القارورات الزجاجية المخصصة للعطور إضافة إلى قطع نقدية (أو ما يعرف بالمسكوكات) وأواني فخارية منها صحون وقلل مياه ما تزال سليمة بشكل كامل . واستنادا إلى المصدر نفسه فإن اكتشاف هذا الموقع يعود إلى نهاية شهر ديسمبر 2012 وذلك أثناء القيام بأشغال حفر لبناء مساكن جماعية عمومية ببلدية قلعة بوصبع والتي عثر خلالها على بقايا بلاطات القبور وأثاث جنائزي ومصباح زيتي على شكل سمكة ومساك لوشاح أباطرة مصنوع من مادة البرونز وأواني فخارية. تجدر الإشارة إلى أن منطقة قلعة بوصبع هي من المدن النوميدية القديمة والتي حافظت على قيمتها خلال الفترة الرومانية والتي ستتعزز مكانتها الأثرية بشكل أكبر بعد اكتشاف هذا الموقع.