أكد العقيد موالي سليمان من مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه للجيش الوطني الشعبي اليوم الخميس بالجزائر العاصمة أن كل الوثائق التاريخية أثبتت أن الأمير عبد القادر تعرض رفقة جيشه الى "مآس كبرى ونكبات عظمى" لكنه "لم يسئ الى أخلاق الحرب ولم يدنس رمز القضية" التي دافع من أجلها. وأوضح العقيد موالي في مداخلة له خلال الملتقى الدولي حول"الأمير عبد القادروالقانون الدولي الانساني" أن الأمير كان "يتصور الحرب بمثابة أداة فرضتها قوى عظمى على شعب مستضعف". وأضاف أن الأمير عبد القادر "تميز بأخلاق شاملة أبرزها الانفتاح والتحاور مع الخصوم في كل ما يخص قضايا السلم" مشيرا الى معاملته الخاصة لأسرى الحرب باعتبارهم "ضحايا للنظام الاستعماري". وأبرز العقيد موالي سليمان أن اجتماع هذه القيم بلورت معالم "ثقافة قتال متجددة وراقية" جعلت من جيش الأمير "أداة ضارية ومؤسسة قائمة بذاتها قابلة للتطور عددا وعدة وكفاءة" معتبرا أن روح القتال مصدرها "عقيدة الدفاع عن الوطن والدين وأداتها التنظيم الجديد لمفهوم جيش كان يدافع عن وطن وليس عن سلطان ولا عن ايديولوجيا معينة". وذكر المتحدث في محاضرة تحت عنوان "الأمير عبد القادر بين نزعة الانتصار ومقتضيات خلقنة الحرب وانعكاس ذلك على الجيش الوطني الشعبي" أن جيش التحرير الوطني أخذ عقيدته القتالية من روح جيش الأمير واعتمد على خططه القتالية وإمداداته اللوجيستية ومما تعلمه في جبهات القتال بأوربا وآسيا. وأكد أن هذه القيم جعلت من ثورة نوفمبر 1954 ثورة "ذات جذور ورموز ارتبطت بمسألة الحق الانساني الذي يشرع للقتال من أجل الحرية". وأوضح أن هذا المحتوى المرجعي ساهم في تأطير الفعل القتالي لجيش التحرير الوطني وجعله "يخلقن عملياته حتى لا تمس بمصداقية القضية" و هو ما يفسر — كما قال— الدعم الكبير الذي لقيته الثورة الجزائرية من دول وشعوب العالم بأكمله. وأنهى العقيد موالي مداخلته بابراز انتقال القيم في مجال القتال والدفاع منذ عهد الأمير بتواصل ذات الثقافة "التي توارثتها الأجيال وترسخت في عقيدة الجيش الوطني الشعبي الذي ورث سر التضحيات التي توجت بالاستقلال وحمل أمانة حماية الدولة وبنائها".