تخرجت يوم الخميس بمدرسة ضباط الصف للدرك الوطني بسيدي بلعباس الدفعة ال 53 للدركيين أعوان الشرطة القضائية. وقد أشرف رئيس أركان قيادة الدرك الوطني العميد مناد نوبة على مراسم حفل تخرج هذه الدفعة التي تتشكل من 2.000 دركي عون الشرطة القضائية منهم 500 دركي عون أمن الطرقات سيوجهون لتدعيم تشكيلات أمن الطرقات عبر مختلف أنحاء الوطن. وتضم الدفعة التي تحمل إسم الشهيد "بولوم محمد" المدعو "سي داود" أعوان مختصين في تقنيات الكهرباء وميكانيك العربات الى جانب ميدان السياقة بمختلف أصنافها. وقد أشرفت المدرسة في اطار نفس الدورة التكوينية على تأهيل دفعتين من الضباط في ميدان سياقة الدراجات النارية وفق المعايير الجديدة لأمن الطرقات. وقد تلقى المتخرجون خلال فترة التربص الذي دام سنتين معارف متعددة في مجالات عسكرية وعلمية لا سيما في ميدان محاربة الجريمة بشتى أوجهها واكتساب مهارات ذات الصلة بتكنولوجيات الإعلام والإتصال واللغات الأجنبية. كما استفادوا من تكوين في ميادين قانونية نظرية وتطبيقية وممارسة المهام داخل فرقة نموذجية للدرك الوطني تتوفر عليها الهيئة التكوينية المذكورة. وحظي الطلبة المتخرجون الموجهون لمجال أمن الطرقات بمناهج متطورة في قيادة الدراجات النارية حيث أن المدرسة مزودة بمقلدات قيادة حديثة الطراز موجهة لقيادة الدراجات النارية ومختلف اصناف العربات ومقلد آلي خاص بالرمي. وذكر قائد المدرسة في كلمة ألقاها بالمناسبة أنه "أمام بروز تهديدات غير تقليدية وفي ظل التغيرات المتسارعة فإن مؤسسة الدرك الوطني عززت من إمكانياتها لتطوير منظومتها التكوينية لمواكبة هذه التحولات ومتطلبات التنمية الشاملة والمستدامة وتطلعات المواطنين في المجال الأمني مثلما هو مجسد على مستوى مدرسة الدرك الوطني سيدي بلعباس". وقد عرفت مراسيم حفل التخرج تقليد الرتب وتسليم الشهادات للطلبة المتفوقين بالإضافة إلى تسليم واستلام العلم الوطني وتسمية الدفعة. كما قدم الطلبة المتخرجون استعراضات أبرزت مهارات في قيادة الدراجات النارية المستعملة في أمن الطرقات الى جانب تقديم تشكيلات عسكرية. يذكر أن الشهيد "بولوم محمد" المدعو "سي داود" الذي تحمل هذه الدفعة إسمه قد ولد في نوفمبر 1922 ببلدية سيدي حمادوش (سيدي بلعباس) حيث تلقى تعليمه في المدارس القرآنية . وبدأ مسيرته النضالية في صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني حيث كلف بجمع المعلومات الإستخبارية والمؤونة وتحول منزله إلى مركز إجتماع لأفراد جيش التحرير الوطني. وقد ألقي القبض عليه سنة 1957 وسجن في المركز العسكري للاستعمار الفرنسي بعين البرد بنفس الولاية وتعرض لأبشع أنواع التعذيب قبل أن يتمكن من الفرار ويلتحق مجددا بصفوف جيش التحرير الوطني ليسقط في مديان الشرف في معركة طاحنة دامت ثلاثة أيام بنواحي سفيزف يوم 19 فيفري 1958.