أصبحت الحالة الصحية للزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا توصف بال"حرجة" بعد ان أمضى 16 يوما في المستشفى بالعاصمة بريتوريا جراء إصابته بالتهاب رئوي حاد فيما يقوم فريق الأطباء "بكل ما بوسعهم من اجل ان تتحسن حالته" التي تثير قلق الأفارقة عموما والجنوب إفرقيين على وجه الخصوص لكونه رمزا من رموز النضال و التحرر على مستوى العالم أجمع. وبعد العديد من التقارير و التصريحات التي أكدت إستقرار الوضع الصحي لرئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا أعلنت رئاسة البلاد مساء أمس الأحد أن "مانديلا الذي يرقد في مستشفى بريتوريا منذ 16 يوما جراء إصابته بالتهاب رئوي يوجد في حالة حرجة منذ 24 ساعة". كما ذكر البيان الرئاسي عن الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما قوله إن "الأطباء يفعلون كل ما بوسعهم من أجل أن تتحسن حالته وهم يحرصون على ان يلقى علاجا جيدا وناجعا" بينما ذكرت مصادر إعلامية أن مانديلا "لم يعد يستجيب لشىء" و"لم يفتح عينيه منذ ايام عدة". موضحة ان الاطباء قاموا "بانعاش مانديلا عند وصوله الى المستشفى لان كبده وكليتيه لا تعمل سوى بنسبة خمسين بالمئة". ولمناقشة الوضع الصحي ل" ماديبا "-الاسم الذي يطلقه مواطنو جنوب إفريقيا على رئيسهم السابق تحببا فيه- إلتقى الرئيس جاكوب زوما ونائب رئيس الحزب الحاكم سيريل رامافوزا وغراسا ماشيل زوجة مانديلا مساء أمس الأحد في المستشفى . ويعود آخر اعلان رسمي صدر عن الرئيس زوما بشأن صحة سلفه الى 16 جوان وجاء فيه ان حالة مانديلا تسجل "تحسنا". — الوضع الصحي لمانديلا يثير القلق و الحكومة تتعامل بحذر مع هذا الملف— وأثار هذا الوضع الصحي للمناضل و الزعيم الإفريقي قلق كل الجنوب افريقيين والأفارقة عموما حيث قال ماك ماهراج المتحدث باسم الرئيس زوما "إن استخدام الاطباء لكلمة "حرجة تعد تفسيرا كافيا لشعورنا بالقلق"مضيفا "ولهذا نود أن نطمئن الجماهير أن الأطباء يفعلون ما في وسعهم لتحسين حالته الصحية". وأضاف ماهراج أن ما يعيشه مانديلا "مثير للقلق لأسرته" وطالب أفراد العائلة "الحفاظ على خصوصيتهم". كما أكد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي حزب كل من مانديلا وزوما إنه "يتابع بقلق" التقارير الأخيرة وإنه يشارك الرئيس في "الدعاء لمانديلا وأسرته وفريقه الطبي في هذا الوقت العصيب". وفي ذات الصدد قال متتبعون لحالة مانديلا أن "الحكومة الجنوب أفريقية تتعامل بحذر مع ملف صحة مانديلا حتى لا تثير حالة من الفزع" كما أشار آخرون إلى أن وصف حالته بالحرج يتسبب في الكثير من القلق للجنوب افريقيين الذين ينظر الكثير منهم لمانديلا على أنه أحد أفراد أسرته. وفي واشنطن أعرب البيت الابيض عن تضامنه مع جنوب أفريقيا حيث قالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كيتلين هايدن "اخذنا علما بالتصريحات الاخيرة لحكومة جنوب افريقيا بشأن الحال الصحية للرئيس السابق مانديلا" مضيفة "افكارنا تذهب اليه والى عائلته والى شعب جنوب افريقيا". — تقلبات في الوضع الصحي لمانديلا منذ إجرائه عملية جراحية العام الماضي— ويأتى هذا التدهور في صحة الزعيم مانديلا بعد إستقرار نسبي منذ إجرائه عملية جراحية لازالة حصى بالحويصلة المرارية (ديسمبر 2012 ) مما استلزم مكوثه فى المستشفى لقرابة ثلاثة اسابيع فى ديسمبر الماضى كما أفادت حينها تقارير رسمية أنه يواصل التحسن فيما يتعلق بالعدوى الرئوية. وكانت هذه الأسابيع الثلاثة اطول مدة يقضيها مانديلا في المستشفى منذ 2001 عندما مكث حينها سبعة اسابيع من المعالجة الاشعاعية بعد تشخيص اصابته بسرطان في البروستاتا. وفي مارس الماضي أشارت تقارير مماثلة إلى أن مانديلا "يعاني ضعفا في الذاكرة" لكنها اكدت أنه يواصل "إجراء فحوصات روتينية بشكل جيد" وهو ما أكده الصديق المقرب لمانديلا وهو المحامي جورج بيزوس أن صحته "لا تواجه مشاكل كبيرة ولكنه يعاني ضعفا في الذاكرة بين حين وآخر". وفي نهاية نفس الشهر (27 مارس2013 ) عاد مانديلا إلى المستشفى بسبب إصابته مجددا بعدوى رئوية. وبعد ذلك أكدت الرئاسة الجنوب أفريقية أن الزعيم مانديلا "يستجيب بشكل إيجابي للعلاج إثر تجدد إصابته بالتهاب الرئوي ولا يزال في مرحلة العلاج وتحت الملاحظة الشديدة" في وقت أعرب في الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "قلقه البالغ" بشأن صحة مانديلا ووصفه ب"البطل". ثم توالت التقارير عن تحسن متواصل لصحته ليخرج من المستشفي في 6 أفريل الماضي على أن يواصل علاجه في منزله" بمدينة جوهنسبورغ. وعادت صحة المناضل الإفريقي إلى التدهور بداية جوان الجاري حيث وصفتها رئاسة جنوب افريقيا بال"حرجة لكنها مستقرة" موضحة انه عانى من جديد في الأيام القليلة الماضية من التهاب رئوي وتدهورت صحته ما استدعى نقله إلى مستشفى بريتوريا". يذكر أن مانديلا (94 عاما) كان قد أمضي 27 عاما في المعتقل بسبب كفاحه ضد سياسة التمييز العنصري التي كانت سائدة في جنوب افريقيا وأصبح أول رئيس لجنوب افريقيا من ذوي البشرة السمراء عام 1994 كما فاز بجائزة نوبل للسلام عام 1993. وكان مانديلا انسحب تدريجيا من الحياة العامة بعد انتهاء ولايته الرئاسية وهو لا يزال يتمتع بشعبية واسعة واحتراما فائقا في بلاده وحول العالم.