أكد وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الاربعاء أن الجيش سيواجه أي محالة إرهابية " تروع أو تهدد الشعب المصري" فيما أكد الرئيس مرسي أن "احترام الشرعية هو الضامن الوحيد لمنع سفك الدماء". وقال السيسي في بيان نشر على موقع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية تحت عنوان "الساعات الأخيرة " أن عناصر الجيش مستعدة "أن تفدي مصر وشعبها وبدمائها ضد كل إرهابي أو متطرف أو جاهل ". ويأتي هذا البيان متزامنا مع خطاب الرئيس محمد مرسي الموجه للشعب الذي بثه التلفزيون المصري الليلة الماضية والذي قالت الصحافة اليوم انه حمل إشارات وتحذيرات من إمكانية تفجر أعمال عنف في حال تصميم الجيش "الخروج عن الشرعية" مشددا أن " الشرعية الدستورية هي الضمان الوحيد للحفاظ على البلاد ومنع سفك الدماء". وحذر مرسي في خطابه الذي سجل بمقر إقامته بنادي الحرس الجمهوري بان من يريد غير الشرعية "سيرتد عليه بغيه ويجر البلاد إلى اتجاه سيء جدا وأشياء أخري لا نحبها لمصر" في إشارة إلى بيان الجيش وخارطة الطريق التي تحضر للإطاحة به. وقد أكد هذه التحذيرات المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين جهاد الحداد الذي صرح بان تهديد الجيش بالتدخل لمعالجة الأزمة الراهنة أدى إلى تغيير قواعد اللعبة وقال انه "إذا تحرك العسكريون على الأرض فإن لدينا خطة لمواجهة ذلك". وتركز قوات الجيش المصري وضعها في الميدان تحسبا لأي أعمال عنف وتخريب قد تندلع مساء اليوم وأشارت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة وضعت خطة للانتشار السريع في أنحاء الجمهورية وبدأت بالفعل السيطرة على جميع الأماكن الحيوية بالدولة قبل ساعات من نهاية المهلة المحددة للرئيس مرسي للاستجابة لإرادة الشعب مشيرة إلى أن قيادات الجيش استعرضت صباح اليوم مع وزير الدفاع تطورات الوضع بعد خطاب مرسي. وفي انتظار ساعة الصفر دعت العديد من المؤسسات إلى إنهاء الأعمال عند منتصف النهار لغموض الموقف الذي سيكون عليه الوضع مساء اليوم ووجه البنك المركزي المصري تعليمات للبنوك بإغلاق فروعها مبكرا في تمام الثانية عشر. وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت الليلة الماضية في أعقاب خطاب مرسي بين معارضي ومناصري الرئيس وسجل في ميدان النهضة بالجيزة —حيث يعتصم أنصار الرئيس— سقوط 16قتيلا فيما قتل 4 واصيب أكثر من 500 اخرين في أماكن متفرقة حتى صباح اليوم حسب مصادر وزارة الصحة. وأشارت تقارير أمنية إلى تسجيل عمليات قنص واستعمال واسع للأسلحة النارية في المواجهات وكذا رصد تحركات بعض المسلحين لإثارة الفوضى يعتقد إنهم ينتمون لمتطرفين إسلاميين. وينتظر أن تشهد الساعات المقبلة عمليات احتشاد كبرى في شوارع وميادين مصر وذلك لليوم الرابع على التوالي استعداد للبيان الذي من المقرر أن يصدره الجيش في الساعة الرابعة من مساء اليوم والذي يحدد ملامح المرحلة المقبلة ومصير الرئيس مرسي. ودعت عدة حركات معارضة أنصارها للنزول للشوارع عند منتصف نهار اليوم كما دعت حركة " تمرد" التي تتزعم مظاهرات إسقاط الرئيس إلى التوجه مساء اليوم إلى نادي الحرس الجمهوري بمحيط القاهرة حيث يوجد الرئيس مرسي للمطالبة بالقبض عليه بتهمة التحريض على العنف حسب بيان لحملة "تمرد" التي تقود الحراك الشعبي لإسقاط الرئيس. وتتخوف البعثات الدبلوماسية على رعاياها بمصر لاحتمال حدوث مواجهات وأعمال عنف وتخريب واسعة قد يلجا إليها أنصار مرسي والمتعاطفون معه من التيارات الإسلامية ردا على ما يعتبرونه" انقلابا " على حكم الإسلاميين يمكن أن تجر البلاد إلى حالة من الفوضى . وقد وجهت العديد من الدول الغربية والعربية دعوات لجالياتها بمغادرة البلاد بعد أن تم ترحيل معظم اسر الدبلوماسيين خلال 72 ساعة الماضية.