شدد وزير الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار شريف رحماني يوم الخميس بسطيف على ضرورة التحكم في قدرة و نوعية إنتاج الإسمنت بالجزائر "لمواجهة المنافسة التي أصبحت تفرضها السوق العالمية". وأضاف رحماني خلال إشرافه على انطلاق أشغال الخط الثاني لإنتاج الإسمنت بشركة عين الكبيرة للإسمنت (سطيف) بأن الواقع يبين وبقوة بأن إنتاج الإسمنت بالجزائر دخل في "نهضة دائمة و مستدامة" غير أن المنافسة "الشرسة" التي تتحكم في السوق العالمية أصبحت تتطلب -كما قال- "تحكما أكبر في التسيير و إدخال التكنولوجيات العالية و المناولة". وأشار إلى أن الحكومة تسعى اليوم و من خلال الإستراتيجية الجديدة إلى التقليل من التبعية و التقليص من الواردات و تحقيق شيء من التوازن بين الاحتياجات و الطلبات في مجال الإسمنت باعتباره مادة محورية في الصناعة الجزائرية و أحد العوامل الأساسية لتطورها. وكشف رحماني بالمناسبة بأن الحكومة الجزائرية تدخلت من أجل بعث برنامج وطني طموح لتغطية الطلب الوطني من خلال مشاريع ستنطلق في الأسابيع المقبلة ستساهم في الوصول إلى تحقيق تغطية واسعة من هذه المادة الإستراتيجية بداية من عين لكبيرة (سطيف) ثم بكل من الشلف وزهانة (معسكر) و بني صاف (عين تموشنت) و سعيدة و بشار و عين صالح (تمنراست). وألح وزير الصناعة على ضرورة تطوير وحدات المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر (جيكا) و تقويتها و احترام قواعد المنافسة "بقوة و بنجاح." وكان رحماني قد أشرف خلال زيارته إلى سطيف على انطلاق أشغال توسيع الخط الثاني لإنتاج الإسمنت بمصنع عين الكبيرة (شمال سطيف) بطاقة 600 طن يوميا من مادة الكلنكر. وتندرج هذه العملية في إطار البرنامج التنموي بالمجمع الصناعي لإسمنت الجزائر (جيكا) الذي يصبو من خلاله إلى بلوغ طاقة إنتاجية إجمالية ب26 مليون طن سنويا مع نهاية سنة 2016 و بداية 2017 بغرض تغطية احتياجات السوق الوطنية بهذه المادة. وقد استمع الوزير خلال لقاء جمعه بعدد من الصناعيين و المتعاملين الاقتصاديين بالولاية و كذا إطارات القطاع إلى انشغالاتهم حيث ألح على ضرورة تطوير المؤسسة الاقتصادية باعتبارها "اللبنة" الأولى في الصناعة الجزائرية. كما دعاهم إلى العمل و وضع خطة و تصور جديدين للنهوض بالصناعة الجزائرية و إعطائها دفعا قويا وجعل العشرية المقبلة لتحقيق ذلك خاصة و أن الجزائر تملك كما قال- قاعدة صناعية من "أحسن و أقوى القواعد على الصعيدين العربي و المغاربي".