تشكل موسيقى الديوان مزجا متكاملا للثقافات الإفريقية العربية الإسلامية والأمازيغ في الجزائر حسب ما ذكر يوم الاثنين باحثون محليون مهتمون بهذا النوع من الموسيقى ببشار. وقد ساهمت هذه الثقافات كثيرا في المحافظة على هذا الفن الموسيقي الشعبي وديمومته على مر السنين ليمثل بذلك جزءا هاما في الثقافة الوطنية كما أوضح ل"وأج" ذات المختصين. وعرفت موسيقى الديوان انتشارا واسعا في أوساط الشباب وهواة الموسيقى الشعبية بفضل تشجيع المجتمع لهذا الفن الأصيل إلى جانب الإهتمام البالغ الذي يوليه حاليا مختلف الموسيقيين والفنانين . وتروي مصادر تاريخية متعددة بالبلدان المغاربية أن الديوان ظهر منذ القرن 17 في إطار جمعيات دينية أسسها موسيقيون "معلم" وعازفين على آلة القمبري وهي الآلة الموسيقية ذات الأوتار الفريدة من نوعها في هذا النوع من الموسيقى. ويتوجب على "المعلم " باعتباره قائد الحفل أن يكون ملما بعادات وتقاليد الإحتفالات المقدسة والأصيلة لموسيقى الديوان وفق ذات المصدر . وقد ساهم انتشار منذ بضع سنوات للمهرجانات الوطنية والدولية المكرسة لهذا النوع من الموسيقى بكل من بشار والجزائر العاصمة على التوالي في ترقية وتطوير هذا الفن الموسيقي الذي حظي باستحسان كبير في أوساط الشباب. وحقق الديوان حركية اجتماعية وثقافية حقيقية رافقتها إبداعات موسيقية جديدة تلبي أساسا احتياجات الشباب في مجال الموسيقى وترضي أذواقهم. ويعكس بروز خلال السنوات الأخيرة ورشات لصناعة مختلف الآلات الموسيقية وأزياء الإحتفال ببشار ومناطق أخرى من البلاد هذه الحركية التي تظهر ارتباطا حقيقيا ما بين جيل من الشباب الحرفيين والفنانين بتراثهم الثقافي كما يرى محافظ المهرجان الوطني لموسيقى الديوان عمري حمداني . ولم يؤثر مزج موسيقى الديوان بالأنواع الموسيقية الأخرى وإبداعات بعض الفنانين والفرق الموسيقية على غرار "كاتب أمازيغ" و"معلم مجبر" و"ولد حواسة" و"جموعي أفريكا" و"نجوم بلعباس" و"معلم يوسف" في الممارسات الموسيقية التقليدية لموسيقى ورقص الديوان. وقد كانت العروض الفنية الوطنية وسيلة لتعميم موسيقى الديوان حيث لم تفصل ما بين الموسيقيين وعادات وتقاليد الممارسات الموسيقية التي تشكل أساس هذا الفن الأصيل كما أوضح الشاب معلم حاكم. وعليه لم يساهم سوى تصنيف وحيد ضمن التراث الوطني لهذا الفن التقليدي في الحفاظ على مجمل ثقافة الديوان الذي أصبح جزءا هاما للثقافة الوطنية كما أشار إليه مختصون في هذا النوع من الموسيقى ببشار. ويمثل المهرجان الدولي السادس لموسيقى الديوان الذي انطلقت فعالياته الجمعة الماضية بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة فضاءا آخر فسح المجال أمام الموسيقيين للتعريف أكثر بهذه الموسيقى التي تربط الجزائر بإفريقتها حسبما أكد ذات المصدر.