تصل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون يوم الثلاثاء إلى القاهرة لإجراء سلسة من اللقاءات مع المسؤولين في السلطة الانتقالية بمصر تهدف إلى طرح حلول للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وتشمل محادثات آشتون خلال زيارتها التي تستمر حتى الخميس كلا من الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ونبيل فهمي وزير الخارجية. كما تلتقي عمرو موسى رئيس لجنة تعديل الدستور وممثلي أحزاب سياسية من بينهم ممثلين لجماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي. ونقلت الصحافة المصرية اليوم عن مصادر مصرية وأوروبية متطابقة ان زيارة آشتون تهدف لاجراء جملة من الحوارات السياسية الواسعة سواء مع المسؤولين المصريين الرسميين أو ممثلي الاحزاب السياسية الاخرى بما في ذلك الاخوان والسلفيين. وحسب مصدر دبلوماسي أوروبي بالقاهرة فان آشتون "ما زالت راغبة في تقديم دعم سياسي للاطراف المختلفة في مصر بما يؤدي الى السير السلس نحو عملية ديمقراطية مستقرة بمشاركة جميع الاطراف بما في ذلك الا سلاميين وعلى رأسهم الاخوان. وأشار في تصريح نقلته صحيفة /الشروق/ المصرية اليوم ان آشتون لم تأتي حاملة مبادرة بعينها لكنها ستستمع لبلورة مبادرة فيما اشار مصدر اخر انها تأتي بناء على " الاتصالات ايجابية" التي قام بها مساعدها لشؤون الديمقراطية في الشرق الاوسط برناردبنو لبون في القاهرة خلال يام الاخيرة. وحسب هذه المصادر فان ما تسعى اليه آشتون فعليا هو ضمان امرين الاول هو ان الا تتجه جماعة الاخوان المسلمين لمقاطعة العملية السياسية برمتها سواء التصويت على التعديلات الدستورية او المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة والثاني هو الا تذهب السلطات المصرية المؤقة بعيدا في تقديم السياق الامني على حساب السياق السياسي لان ذلك من شانه ان يؤدي اجلا او عاجلا لزيادة للاحتقان المستدام والقابل للانفجار. كما يتوقع ان تتطرق اشتون مع المسؤولين المصريين من جهة اخرى الى ما يصفه الاوروبيون ب"عمليات الاعتقال السياسي" لقيادات واعضاء الاخوان ومصير الجماعة والحزب التابع لها مستقبلا في ظل قرار حظر نشاط جماعة الاخوان المسلمين والحديث عن حظر انشاء الاحزاب السياسية على اساس ديني. وحسب مصادر مصرية مسؤولة فان الحديث عن "صفقات سياسية " مع جماعة الاخوان المسلمين قد انتهي لغير رجعة مهما كان الدعم السياسي الذي يقدمه الاوروبيون للاخوان وان الفرصة كانت مهمة سابقا للتوصل الى تفاهم وقد أهدروها وانتهى الامر. غير ان مراقبين لا يستبعدون التوصل الى توافق حول بعض الخطوات للتهدئة فيما كانت مصادر اخوانية اشارات الى احتمال الافراج القريب عن بعض القيادات من جماعة الاخوان المسلمين الذين لم توجه لهم تهم محددة ومنهم سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة. ومقابل هذه التفاهمات سيكون على الاخوان الاستجابة لمطالب السلطات المصرية من حيث الالتزام بخارطة الطريق وانهاء اعمال العنف وادانة اعمال الارهاب في سيناء. وكانت مصادر اخوانية أشارت الى "استمرار الوساطة" بين النظام وقياديين بجماعة الاخوان المسلمين داخل السجن وخارجه حيث شملت حسبها كل من خيرت الشاطر ورشاد بيومي نائبي المرشد العام للاخوان وسعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة. وتوقعت هذه المصادر - حسب ما نقلته الصحافة المصرية اليوم — أن زيارة اشتون سيتمخض عنها نتائج ستدفع باتجاه الخروج من "عنق الزجاجة" عبر التوصل إلى تفاهمات على حلول "مرضية" بما يسمح للجماعة بالعودة ك "لاعب أساسي" على الساحة السياسية ووقف الإجراءات "التأديبية" التي تم التلويح بها. وترى هذه المصادر ان آشتون التي تحظى بثقة قيادات "الإخوان" ستكون "ضامنا" على الاتفاق المزمع إبرامه بين طرفي الأزمة والذي يقوم على إعادة "الإخوان" إلى المشهد السياسي مجددا من خلال المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة وإعادة دمج الجماعة في الحياة السياسية مقابل الإفراج عن قياداتها ووقف سياسة الاعتقالات وعدم التلويح ب "العصا" الأمنية في مواجهتها كإشارة على فتح صفحة جديدة تنهي أجواء التوتر التي تسود البلاد. وكانت آشتون قد أعلنت مؤخرا استعدادها للعودة مرة أخرى إلى مصر إذا ما طلب منها ذلك" لتقديم المشورة والمساعدة"... دون أن يفسر ذلك على أنه تدخل فى شؤون مصر الداخلية' بحسب قولها. ويذكر ان مبادرة الاتحاد الأوروبي التي أعلن عنها خلال زيارتي اشتون السابقتين لمصر في جويلية الماضي لانهاء الازمة في مصر تضم 6 نقاط وهي اعتراف الإخوان بخريطة الطريق ووقف المظاهرات من جانب انصارها وإدانتها بشكل كامل للعمليات الإرهابية التي تحدث في سيناء مقابل التزام السلطة بالإفراج عن المقبوض عليهم من قيادلات الاخوان في قضايا ليس لها سند مادي ورفع الحراسة عن أموال الجماعة المجمدة وتوفير محاكمة عادلة للمتهمين في قضايا الدم ومشاركة الجماعة في الإعداد للانتقال بالبلاد من المرحلة الحالية للمستقبل الديمقراطي دون إقصاء لأحد. وقد اكدت مصادر دبلوماسية مصرية في تصريحات صحفية نشرت اليوم ان زيارة آشتون للقاهرة تأتي في إطار مواصلة جهود الاتحاد الأوروبي لإيجاد حل للأزمة السياسية في مصر مشيرة الى ان مسؤولة الاتحاد الاوروبي ستحاول الضغط على طرفي الأزمة مسؤولين ومعارضة لإيجاد حل سياسي مقبول للخروج من الأزمة وذلك من اجل استيعاب وإعادة دمج جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية من جديد مع أخذ تطورات ما بعد 30 جوان في الحسبان.