التقت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي اليوم الأحد بمحبيها بباتنة وذلك في جلسة حميمية احتضنتها جامعة "الحاج لخضر". وعبرت صاحبة رواية "ذاكرة الجسد" أمام الحاضرين الذين غصت بهم قاعة المحاضرات الكبرى عن حبها وشوقها للأوراس قائلة "كان الأوراس مدخلي وبوابتي إلى الجزائر عندما عدت من تونس بعد الاستقلال برا مع أبي لتسكنني تفاصيله الأولى إلى الأبد(....) هو الجزائر في ذاكرتي الطفولية". وتحدثت أحلام مستغانمي بحنان و بحب ومشاعر فياضة وهي ترتدي الملحفة عن ارتباطها بالأرض وتقديسها لمهد الشهداء. وقالت بتأثر عميق "بعض المدن خلقت لتكتب ومكانها في الكتب أكبر من مكانها على الخرائط هكذا شاء لها الأدب و مدينة مروانة كانت مدينة جاهزة لتكون البطلة الحقيقية للرواية" مشددة على العلاقة الوطيدة التي تربطها بالجزائر قائلة "أنا جزائرية أينما حللت وولائي للجزائر أولا حتى آخر حبة تراب تطوق حدودها فحيثما يصل علم الجزائر فهو لقلبي ولقلمي راية." و تحدثت مستغانمي بعفوية عن عالمها المبدع وعن مبادئها ككاتبة والقيم التي تؤمن بها قائلة "الكاتب لا يساوي اللغات التي يرجم إليها ولا الجوائز التي يتحصل عليها بل القضايا التي يدافع عنها." مضيفة أن الكاتب "يأخذ سلطته من قرائه ومن سطوة الاسم النظيف" وأن الكاتب "لا يتحمل مسؤولية خطئه فحسب بل ما يترتب عن كتاباته من أخطاء لذا عليه أن يواظب على محاسبة نفسه" وهو ما تعتبره الكاتبة "الشرط الأساسي للإبداع". وقال مستغانمي من جهة أخرى "ليس الخلود هاجسي بقدر ما يعنيني خلود الأفكار التي دافعت عنها طويلا ذلك أني لا أخاف بعد الله إلا التاريخ لذا أشقى بقسوتي على نفسي لأن ضميري أقسى علي من أعدائي." وجمعت الأديبة بعد ذلك بعشاقها مناقشة ثرية تواصلت فيها الأحاسيس وذابت فيها حدود الزمن لتجعل من اللقاء الذي نظم بمبادرة من كلية الأدب و اللغات بجامعة باتنة بالتنسيق مع الفرع الولائي لإتحاد الكتاب الجزائريينبباتنة بمثابة الحلم الذي تحقق بالنسبة للكثيرين. وينتظر أن تحضر الأديبة أحلامي مستغانمي التي حظيت بتكريم خاص من طرف والي الولاية ورئيس بلدية باتنة حفل بيع بالإهداء لأشهر رواياتها بعد ظهر يوم غد الاثنين بمكتبة "قرفي" بوسط مدينة باتنة.