تحولت محطة الحافلات المقابلة لملعب مصطفى تشاكر بالبليدة يوم الأحد إلى فضاء لبيع تذاكر الدخول للملعب الذي سيحتضن بعد غد الثلاثاء المقابلة الفاصلة بين الفريق الوطني و نظيره البوركينابي للتأهل لمونديال 2014. و الملاحظ في هذا السياق تواجد نحو 20 شابا يحمل كل واحد منهم أكثر من عشرة تذاكر ينادون بصوت عال " اشتروا اليوم و اغتنموا الفرصة قبل أن ترتفع الأسعار إلى 10 آلاف دينار يوم المباراة." يذكر أن هؤلاء الباعة الذين يكثر عليهم الطلب من طرف مناصري " الخضر" القادمين من مختلف أرجاء الوطن يفرضون أسعارا " غير قابلة للتفاوض" ب5.000 دج للتذكرة الواحدة على مرأى رجال الشرطة الذين يحاولون إبعادهم في هدوء. و تمكن هؤلاء في حدود الحادية عشر صباحا من بيع حصة كبيرة من التذاكر نظرا للطلب الكبير الصادر عن مناصري الفريق الوطني القادمين من ولايات الشرق و الجنوب و الغرب و كلهم استعدادا للتضحية من أجل الظفر بمقعد بالمدرجات يوم المباراة المنتظرة. و في هذا الإطار صرح ثلاثة شبان جاءوا من ولاية الطارف قائلين " ليس لدينا الخيار علما أننا قطعنا مسافة تزيد عن 700 كلم لمتابعة هذا اللقاء الكروي التاريخي. فنحن مرغمون على شراء التذاكر مهما كلفنا الثمن." و نفس الملاحظة تنطبق على مجموعة من المناصرين قادمين من ولاية بشار حيث صرحوا " لقد وصلنا إلى الملعب في الرابعة صباحا. و كم كانت خيبتنا كبيرة لما علمنا أن بيع التذاكر نفد يوم أمس السبت." و لتخفيف وطأة الحسرة عليهم قبل أحد الباعة التنازل لفائدتهم عن 800 دج لكل تذكرة. يشار أن آثار الغضب و الغيظ كانت بادية على ملامح عشرات المناصرين الذين كانوا يطمحون إلى الحصول على تذكرة الدخول بشكل طبيعي. لكن يبدو أن هذا الوضع يخدم أكثر مصالح " السماسرة" المنتشرين عبر مختلف أحياء المدينة. الاعتراض على اختيار ملعب تشاكر تجدر الإشارة إلى أن المناصرين الذين لم يتمكنوا من الحصول على تذكرة الدخول التي حددت مديرية مركب مصطفى تشاكر أسعارها ب300 دج بالمدرجات و 1.000 دج بالمنصة يعترضون على قرار الفدرالية الجزائرية لكرة القدم لتنظيم مقابلة بمثل هذه الأهمية بملعب لا تفوق طاقة استيعابه 35.000 مقعد. و يعتبرون في هذا الصدد أن ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة أو 19 ماي 1956 بعنابة أو ملعب الوحدة المغاربية لبجاية أجدر لاحتضان مثل هذه المباريات التي تجلب إليها آلاف المناصرين. من جهتهم صرح عدد من مناصري " الخضر" و كلهم غبطة بحصولهم على تذاكر أن " اللاعبين بحاجة هم أيضا لتقديم أداءهم أمام جمهور يزيد عن 50.000 أو 60.000 متفرج مدعمين في ذلك بتشجيع المناصرين" مضيفين أن " الفريق الوطني هو ملك للجميع و أنه ينبغي أن يلعب بالملاعب الكبرى لولايات الوطن الأخرى." و مهما يكن فإن هؤلاء المناصرين غير نادمين على دفع ثمن باهظ للحصول على تذاكر الدخول معتبرين أن " الأهم هو تأهل " الخضر" للمونديال و رفع العلم الوطني عاليا."