تنتهي يوم الأحد الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014 التي نشطها المترشحون الستة وممثلوهم طيلة ثلاثة أسابيع عبر مختلف مناطق البلاد لشرح برامجهم الانتخابية قصد استمالة عدد كبير من الناخبين يوم الاقتراع المقرر في 17 أبريل المقبل. وقام المترشحون الستة عبد العزيز بلعيد وعلي بن فليس وعبد العزيز بوتفليقة وموسى تواتي ولويزة حنون وعلي فوزي رباعين بتنشيط عشرات المهرجانات الشعبية واجراء اللقاءات الجوارية والتحسيسية عبر ربوع البلاد مستغلين كافة وسائل الإعلام السمعية والبصرية (تلفزة واذاعة) ودعائم الإشهار الأخرى كالملصقات واللوحات إضافة إلى الانترنت بما فيها شبكة التواصل الاجتماعي لشرح برامجهم الانتخابية وتقديم ما يرونه مناسبا من حلول لمشاكل وانشغالات الهيئة الناخبة في حالة اعتلائهم سدة الحكم. وان تعددت تعهدات المترشحين للرئاسيات وممثليهم وتنوعت التزاماتهم لاستمالة أكثر من 23 مليون ناخب من داخل الوطن وخارجه إلا أن جل تدخلاتهم تمحورت حول المحافظة على السلم وتعزيز الاستقرار وحتمية التغيير السلمي بمراجعة الدستور وإقامة دولة القانون مع التركيز على التنمية في مختلف القطاعات واهتمامات المواطن وانشغالاته وخاصة ما يمس شريحة الشباب ومحاربة البطالة. كما دعا كافة المترشحون وممثلوهم طيلة عمر الحملة الانتخابية التي دامت ثلاثة أسابيع إلى التصويت بقوة يوم الاقتراع ظروف شفافة ونزيهة. وقد نشط مرشح حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد حملته الانتخابية في 21 ولاية تطرق خلالها إلى مختلف جوانب برنامجه الانتخابي الذي اختار له شعار "المستقبل الآن". فيما ركز المرشح الحر علي بن فليس الذي يخوض تجربته الثانية في الرئاسيات بعد التي جرت في 2004 مدعوما من طرف عدة شخصيات و تشكيلات سياسية في جل تدخلاته على "تغيير سلمي لبناء جزائر جديدة" وشرح برنامجه الانتخابي الذي حمل شعار "معا من أجل مجتمع الحريات". وتحت شعار "تعاهدنا مع الجزائر" رافع ممثلو المترشح عبد العزيز بوتفليقة عبر كافة ولايات الوطن من اجل الحفاظ على السلم وتعزيز الاستقرار لاستكمال مسار التنمية والإصلاحات التي شرع فيها الرئيس المنتهية ولايته. ومن جانبه أكد مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي خلال حملته الانتخابية التي طغى عليها اللقاءات الجوارية وشملت 44 ولاية على أهمية إقامة "الحوار الوطني وإقامة نظام برلماني دون إقصاء يجسد الممارسة الديمقراطية" التي حملها شعار برنامجه الانتخابي "الجزائر لكل الجزائريين". وبدورها أعربت مرشحة حزب العمال والمرأة الوحيدة في سباق الرئاسيات عن ارتياحها لنتائج حملتها الانتخابية التي خاضتها تحت شعار "تأسيس الجمهورية الثانية" مؤكدة انها حققت أهدافها فيما يخص "التحسيس بأهمية الاستحقاق المقبل و خطورة التحديات التي تواجه الجزائر". كما عكف رباعين طيلة خرجاته الميدانية على شرح أهم محاور البرنامج الانتخابي الذي صاغه تحت شعار "تنمية-إمتياز-مساواة" مركزا على مسعاه في "بناء دولة الحق و القانون التي ترتكز على المؤسسات التي تنشط في إطار المساواة و العدالة الاجتماعية واستقلالية فعلية للقضاء" مع إعطاء الفرصة للكفاءات الوطنية. وقد جرت الحملة الانتخابية في ظروف حسنة على العموم و في جو طغى عليه الجو التنافسي رغم تسجيل بعض التجاوزات والأحداث التي لم يكن لها تأثيرا حسب جل المترشحين على السير الحسن لنشطاتهم وخرجاتهم الجوارية كالذي جرى في بجاية حيث اضطر مدير حملة احد المترشحين إلى إلغاء تجمع كان مقررا في تلك المدينة. وفي هذا الصدد أكدت لجنة الإشراف على الانتخابات الرئاسية أن اللجنة تلقت وإلى غاية الثلاثاء الماضي 123 اخطارا منذ بداية الحملة الانتخابية معظمها متعلق بالنشر العشوائي للملصقات الاشهارية الخاصة بالحملة. ومن جهته اعتبر محمد طالبي مدير الحريات العامة و الشؤون القانونية بوزارة الداخلية والجماعات المحلية ان الحملة الانتخابية جرت في "ظروف عادية من حيث تنظيم التجمعات ما عدا بعض الانزلاقات هنا وهناك" مشيرا إلى ان الادارة و فرت للمترشحين الستة 3.250 منشأة منها 1868 قاعة و 799 ملعب رياضي و 583 ساحة عمومية لتمكينهم من تنظيم تجمعاتهم الانتخابية علاوة على آلاف الاماكن الخاصة بتعليق الملصقات. وبالموازاة مع ذلك رات تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات في ندوتين عقدتهما مدة الحملة ان المترشحين للاستحقاق الرئاسي المقبل "فشلوا في استمالة المواطنين" رغم الامكانيات المادية التي سخرتها الدولة لهم. وجدد ممثلو التنسيقية بالمناسبة دعوتهم إلى تنظيم وقفات ميدانية مشتركة بين 14 و 16 ابريل في عدد من ولايات الوطن للتعبير "بطريقة حضارية وسلمية" عن رفضهم للاستحقاق القادم.