عبر الملاحظون الدوليون الذين تابعوا عملية الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية التي جرت يوم الخميس عن ارتياحهم لإجراء هذه العملية في جو من "الحرية" و"التنافس النزيه و الحضاري". وأعرب كل من رئيس بعثة منظمة التعاون الإسلامي حبيب كعباشي ورئيس بعثة جامعة الدول العربية محمد صبيح، يوم الجمعة في ندوة صحفيها نشطاها بالمركز الدولي للصحافة عن قناعتهما بأن الانتخابات الرئاسية الجزائرية بتاريخ 17 ابريل 2014 تمت في نطاق "احترام القوانين" و"بالإجراءات التي تحكم العملية الانتخابية طبقا للمعايير الدولية المعمول بها". وأشاد السيد كعباشي بالمناسبة، بكل ما وفرته السلطات الجزائرية من ضمانات وتسهيلات، حرصا منها على أن تتم الانتخابات الرئاسية بكل" شفافية ونزاهة وحياد"، وكذا "كفاءة المسؤولين عن المكاتب الانتخابية وحرصهم على أن تتم العملية بسلاسة طبقا للإجراءات القانونية". كما أعرب وفد المنظمة عن "إكباره" لما أظهره الشعب الجزائري من "ثقة عالية وتقدير" للمؤسسات المشرفة على تنظيم وإدارة العملية الانتخابية، مشيدا بما لاحظه من إقبال على هذه العملية من جميع شرائح المجتمع. وجدد الوفد تهنئته للجزائر قيادة وشعبا "لما أثبتوه من حرص وإرادة سياسية لتركيز المؤسسات الدستورية و الديمقراطية والحكم الرشيد". واقترح الوفد على السلطات الجزائرية بأن توفر في المستقبل "التسهيلات اللازمة" لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ليتمكنوا من تأدية حقهم الانتخابي في ظروف أسهل. ويذكر أن بعثة المراقبين الدوليين لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم عدة دول معظمها أسيوية، قد قامت بزيارة ست ولايات منها العاصمة والولايات المجاورة وراقبت بين 20 إلى 25 مركز انتخابي في كل ولاية أي ما يزيد عن 250 مكتبا. ومن جهة أخرى اعتبرت بعثة جامعة الدول العربية على لسان رئيسها السيد محمد صبيح، أن الجامعة يهمها استقرار الدول العربية وفي مقدمتها الجزائر باعتبارها "ركنا من أركان الأمن القومي العربي المشترك". و أكد بأن الانتخابات اتسمت في مجملها "بالإعداد والتنظيم الجيد"، سواء من الناحية اللوجستيكية و الإقبال وحرية التصويت والتعاون بين رؤساء مكاتب التصويت والملاحظين وتأمين المراكز وإغلاقها في موعدها بالإضافة إلى شفافية عملية الفرز. كما أشار بأن وفد الجامعة المتكون من 119 عضوا قام بمراقبة الانتخابات ب48 ولاية وبعد إطلاعه على كافة القوانين واللوائح والتقائه بكل المسؤولين ولجنتي الإشراف ومراقبة الانتخابات والاستماع إلى المجتمع المدني لاحظ مدى" الاحترام للقوانين التي تتماشى والمعايير الدولية". ومن جهة أخرى قال السيد صبيح بأن بعثة الجامعة سجلت في تقاريرها بعض الملاحظات السلبية التي ستقدمها إلى الأمين العام للجامعة والتي سيرسلها بدوره إلى الدولة الجزائرية من أجل "تطوير الديمقراطية بالوطن العربي" مشيرا ان هذه "السلبيات لم تأثر على مجريات الانتخابات".