أعلن وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة عن إعداد مشروع تمهيدي لوثيقة متعلقة باتفاق سلام لتسوية أزمة مالي من قبل فريق الوساطة، مشيرا إلى تدهور الوضع في الميدان من خلال بروز "الإرهاب الدولي". و أكد لعمامرة في اختتام مراسم افتتاح الجولة الثالثة للحوار المالي الشامل بأن فريق الوساطة "قام بإعداد و إثراء و المصادقة على وثيقة مدعمة بمفاوضات يمكننا أن نعتبرها مشروعا تمهيديا لاتفاق سلام شامل و نهائي". و أضاف لعمامرة بأنه "تم توزيع الوثيقة على الأطراف المشاركة في الحوار و عليها أن تكون أساس الجهود التي ستوصلنا إلى مبتغانا". و تنبثق الوثيقة عن المبادلات التي جرت طوال مسار الحوار الذي أشرفت عليه الجزائر كوسيط و كذا فريق الوساطة الدولية. و انطلقت الجولة الثالثة من الحوار المالي الشامل اليوم الثلاثاء بالجزائر بين الحكومة المالية و ممثلي الحركات السياسية العسكرية لشمال مالي التي شاركت في مسار المفاوضات التي تشرف عليها الجزائر كرئيسة الوساطة. و يشارك في هذه الجولة من الحوار المخصصة لمناقشة المسائل الجوهرية كل من المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا و الأممالمتحدة و الإتحاد الإفريقي و منظمة التعاون الإسلامي و الإتحاد الاوروبي و بوركينا فاسو و موريتانيا و النيجر و التشاد و نيجيريا باعتبارها أطرافا في الوساطة. و من أجل انجاح مفاوضات السلم بين الأطراف المالية المشاركة في مسار الجزائر أبرز لعمامرة "تعزيز الثقة و المبادلات بين فرق العمل التي تسمح بإحراز تقدم حاسم من أجل التوصل إلى السلم في مالي". و أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن "الوثيقة شاملة و سيتم إثراؤها بفضل مساهمات الأطراف" مضيفا بأنها "تحمل الجديد مقارنة بكل ما تم التفاوض بشأنه سابقا". و أوضح لعمامرة أن "الجزائر لم تدخر أدنى جهد عندما يتطلب الأمر التوصل إلى حلول سلمية و قد ساهمت في كل مراحل هذه الأزمة المتكررة من أجل فتح آفاق جديدة للسلم و الرفاهية و الحرية و الكرامة للشعب المالي". و أكد لعمامرة أن المشروع التمهيدي لاتفاق السلام المقبل موضوع نقاشات الجولة الثالثة من الحوار المالي الشامل "يحمل الجديد في طياته لا سيما فيما يخص المرافقة الناجعة و الدائمة للمجتمع الدولي من أجل تطبيق الالتزامات التي قطعتها مختلف الأطراف المالية على نفسها". و أضاف وزير الشؤون الخارجية أنه يشكل أيضا "آلية متابعة" للأطراف بغية العمل في مناخ تسوده الثقة التامة تحت العين اليقظة للمجتمع الدولي بما فيها فريق الوساطة. و حسب لعمامرة "هناك اليوم نضج يحملنا إلى التفكير بأن الجميع يحرص على تقديم مساهمته من أجل تجاوز الصعوبات". و في إشارة منه إلى الوضع السائد ميدانيا (الهجومات التي تستهدف قوات حفظ السلام و السكان شمال مالي)، صرح لعمامرة قائلا "الكل يعلم آثار الإرهاب و انعكاساته ما يؤهلنا لتكرير التوصيات بشأن التعبئة الجماعية للتصدي لهذه الظاهرة التي اجتاحت شمال مالي و غيرها". و أضاف قائلا "نحن نعلم أيضا أن وتيرة النشاطات الإرهابية ترتفع في المنطقة كلما تم احراز خطوات هامة في سياق إنجاح مسار الجزائر".