تتواصل يوم الأحد بمحكمة الجنايات للجزائر العاصمة محاكمة 16 شخصا و سبع مؤسسات أجنبية متورطة في قضية الطريق السيار شرق-غرب من خلال قرار الإحالة الواقع في 250 صفحة الخاص بهذا الملف. ويتابع في هذه القضية 16 شخصا أغلبهم موظفون بوزارة الأشغال العمومية بتهمة الرشوة في قضية الطريق السيار شرق-غرب و مشاريع أخرى في الأشغال العمومية و النقل بالجزائر العاصمة. كما يوجد من بين المتهمين سبعة شركات و مجمعات أجنبية (صينية و سويسرية ويابانية و برتغالية و إسبانية و كندية و إيطالية) وجهت لها تهم "قيادة جمعية أشرار" و" استغلال النفوذ و الرشوة و تبييض الأموال" --حسب قرار الاحالة--. وتوبع المتهمون كذلك بجنايات " تنظيم جماعة أشرار"و"إساءة استغلال الوظيفة" و" تلقي هدايا غير مستحقة" و "مخالفة التشريع الخاص بالصرف و حركة رؤوس الأموال من و إلى الخارج" و'' تبديد أموال عمومية". وكان المتهمون قد تلقوا حسب نفس الوثيقة التي تملك وأج نسخة منها رشاوى بمبالغ مالية معتبرة بعملتي الدولار و الأورو من قبل شركات أجنبية بهدف الحصول "بطرق ملتوية" على عدة مشاريع في ميدان الأشغال العمومية والنقل. ويتعلق الأمر بمشروع إنجاز الطريق السيار شرق-غرب و مشروع سد كاف الدير بولاية تيبازة و مشاريع التراموي و كذا مشاريع المصاعد بكل من قسنطينة و تلمسان و سكيكدة و وادي قريش بالعاصمة. وقد قامت هذه المجمعات الأجنبية حسب قرار الإحالة و على رأسها المجمع الصيني "سيتيك سي أر سي سي"- و ذلك بتواطؤ المتهم الرئيسي في القضية و هو رجل الأعمال شاني مجدوب بدفع رشاوى و هي عبارة عن مبالغ مالية ضخمة بعملتي الدولار و الأورو لصالح بعض المسؤولين على مستوى وزارة الأشغال العمومية من أجل الحصول على مشاريع تخص النقل بالجزائر و في مقدمتها مشروع إنجاز الطريق السيار شرق-غرب. وقد مكن شاني مجدوب المجمع الصيني من الاستفادة "بطرق غير قانونية" من تسهيلات إدارية مع وزارة الأشغال العمومية مستغلا علاقته بمسؤولين من الوزراة. وكان في نفس الوقت يقوم بالتأثير على مختلف المتعاملين الجزائريين و الأجانب (مجمع كوجال الياباني و مجمع سمينك الكندي و الشركة السويسرية كرافنتا أس أ و المجمع الاسباني إزولوكس كورسان و الشركة الايطالية بيزاروتي و الشركة البرتغالية كوبا). كما قام عدو سيد أحمد و ح. سليم و هما من كبار المسؤولين بوزارة الأشغال العمومية بتلقي رشاوي ضخمة من قبل الشركة الايطالية بيزاروتي و المجمع الاسباني إزولوكس كورسان و الشركة السويسرية كرافنتا و مجمع سمينك الكندي و الشركة البرتغالية كوبا--حسبما أثبته التحقيق--. وكانت قد منحت صفقة مشروع إنجاز الطريق السريع "شرق- غرب في 2006 للمجمع الصيني "سيتيك سي أر سي سي"- بغلاف مالي قدره 6 ملايير دولار. ويمتد المشروع على طول 1700 كلم بالنظر للغلاف المالي الذي تم تخصيصه وقدر ب8 مليون أورو للكيلومتر الواحد 1300 كلم منها خصت لإنجاز 400 محول وطرق اجتنابية زيادة إلى 100 جسر عملاق و700 جسر لربط المحاور الرئيسية بين الولايات إضافة إلى 400 منشأة فنية و 17 نفقا و350 محطة راحة. وللتذكير فقد قام الدفاع قبل إحالة القضية على محكمة الجنايات برفع طعن بالنقض أمام المحكمة العليا من أجل إعادة تكييف وقائع القضية من جناية إلى جنحة إلا أن طلبه قوبل بالرفض في نوفمبر الماضي حيث أحيلت القضية على محكمة الجنايات.