أشار وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الاثنين بوهران إلى ضرورة تسليط الضوء على تضحيات الشعب الجزائري والفظائع التي ارتكبها المستعمر الفرنسي منذ عام 1830. "عشية إحياء ذكرى مجازر 8 مايو 1945 فإنه من الضروري تسجيل وقفة لنتذكر وندرس تضحيات أسلافنا في مواجهة القمع والتعذيب الذي مارسه المستعمر الفرنسي منذ 1830" كما قال السيد زيتوني في افتتاح الملتقى الدولي حول "الممارسات القمعية والسياسات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر : مسألة التعذيب" المنتظم بمبادرة من دائرته الوزارية. وذكر الوزير في كلمته بأنه بعد أكثر من 60 عاما من اندلاع الثورة التحريرية التي توجت باستعادة الاستقلال "لا تزال مسألة القمع الاستعماري والتعذيب مطروحة بحدة على الرأي العام الجزائري والفرنسي." وأضاف أن النقاش حول الممارسات القمعية والتعذيب أخذت المزيد من الأبعاد عقب ظهور دراسات تاريخية حول الموضوع فضلا عن اعترافات وشهادات لضباط وسياسيين من الضفتين التي كشفت عن العديد من الأسرار حول التعذيب إبان الثورة المسلحة. وبالنسبة للوزير فإن البحوث الحالية تكتسي بعدا أكاديميا كونها تستند -حسبه- على الأرشيف الفرنسي ومسألة التعذيب لم تعد منحصرة في اختصاص الباحثين والمؤرخين بل أصبحت موضوعا للعديد من الأعمال الفنية في مجال السينما والتلفزيون. وأشار السيد زيتوني الى أنه "من خلال هذا اللقاء سيحكم التاريخ باسم العلم وتضحيات الأجيال السابقة لا سيما جيل نوفمبر 1954 والجرائم التي ارتكبها المستعمر" مبرزا أن الأجيال الصاعدة "لها الحق في معرفة كل شيء عن الممارسات الاستعمارية." وأضاف الوزير أن هذا اللقاء الدولي يشكل ورشة مفتوحة حول البحث والحفاظ وتثمين الذاكرة الوطنية من خلال قراءة علمية و موضوعية للوقائع بغية الاقتراب من الحقيقة التاريخية. وقبل ذلك أشار والي وهران عبد الغني زعلان الى أهمية هذا النوع من اللقاءات التي تسمح بإماطة اللثام عن هذه الممارسات اللاإنسانية والوحشية لفرنسا الاستعمارية. وأوضح أن "التعذيب لم يمارس من طرف قلة من العسكريين المنعزلين وغير المتحكم فيهم بل كانت بمثابة سياسة حقيقية نفذت على نطاق واسع ومع موافقة هيئة الأركان العسكرية والسياسيين الفرنسيين. وقد كان يكمن الهدف في تحطيم كل إحساس ثوري أو وطني لدى الجزائريين والسيطرة عليهم واستعبادهم". ويسمح هذا اللقاء الذي يدوم يومين بدراسة عدة محاور منها خصوصا القمع الاستعماري في الجزائر من 1830 إلى 1962 والتعذيب في الفترة من 1954 إلى 1962 ومراكز التعذيب ومعسكرات الاعتقال والسجون. ويقترح أيضا تسليط الضوء على شهادات الجلادين والمسجونين فضلا عن التعذيب والقوانين الدولية والهيئات والمنظمات والأشخاص الذين عارضوا التعذيب أثناء حرب التحرير الوطني.