صرح وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الاثنين بعنابة بأن الثورة الجزائرية القوية بشعبها "تشبعت من إخلاص و ولاء و تضحية جميع أبنائها من شمال و جنوب و غرب و شرق البلاد". و شدد الوزير الذي عاين ببلدية العلمة مركزا للتعذيب يسمى "المعسكر رقم5" شيد من طرف قوات الاحتلال الفرنسي خلال حرب التحرير الوطنية على المساهمة الحاسمة للشعب بالمدن و الأرياف في نجاح ثورة نوفمبر المجيدة. و قد تم ترميم مركز التعذيب بالعلمة المتربع على 12 ألف متر مربع كليا بطريقة مطابقة لشكله الأصلي و ذلك برخصة برنامج بقيمة 17 مليون دج حيث ذكر السيد زيتوني بعين المكان بأن مسؤولية الجميع تتمثل في الوقت الحالي في الحفاظ على تاريخ الجزائر من أجل نقله بأمانة للأجيال الصاعدة. و أكد وزير المجاهدين بأن "وزارة المجاهدين تسعى لإحصاء جميع المواقع التاريخية سواء تعلق الأمر بمعسكرات الاعتقال أو مراكز التعذيب أو مواقع المعارك من أجل تحديدها و ترميمها وفق شكلها الأصلي و الحفاظ عليها بغية استخدامها من طرف المؤرخين و الطلبة و الأجيال الشابة و حتى السياح المهتمين بتاريخ الثورة الجزائرية". كما أكد بأن زيارته لعنابة و لباقي ولايات الوطن تأتي تنفيذا لورقة طريق قائمة على تعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المتعلقة بترقية التكفل بالمجاهدين و ذوي الحقوق و التواصل بين المجاهدين من أجل كتابة تاريخ الجزائر وثورتها. كما أشرف السيد زيتوني ببلدية العلمة على مراسم تسمية المكتبة البلدية باسم الشهيد ريحاني محمد ليتوجه فيما بعد إلى وادي العنب حيث عاين مركزا للتعذيب ابان الاستعمارعلى مساحة 250 متر مربع تم ترميمه هو الآخر وفق شكله الأصلي بمبلغ 3,7 مليون دج. و ببلدية البوني و بعد أن أشرف الوزير على مراسم إطلاق اسم الشهيد سعدوني عاشور على إحدى المتوسطات دشن المقر الجديد لمديرية المجاهدين و وضع حجر الأساس لبناء ملحقة لمتحف المجاهد. كما اطلع من خلال المجسم على الهندسة المعمارية لمركز راحة المجاهدين الذي سيتم إنجازه بهذه المنطقة قبل أن يشارك في منتدى الإذاعة الجزائرية من عنابة حيث تطرق على وجه الخصوص لقضية استرجاع الأرشيف الجزائري المحفوظ لدى فرنسا ليؤكد عزم الجزائر على استرجاعه. كما أعلن السيد زيتوني عن انعقاد في شهر أكتوبر المقبل بالجزائر العاصمة ملتقى سيسمح بجمع و تكريم "أصدقاء الثورة الجزائرية". و مباشرة عقب وصوله مساء أمس الأحد إلى عنابة قام وزير المجاهدين بزيارة مجاملة للمجاهد العقيد بن عودة بن مصطفى الملقب بعمار بن عودة بمسكنه العائلي والذي أبلغه تحيات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. و صرح الوزير "إنها زيارة لرجل عظيم ساهم من خلال مساره و نضاله و تضحياته في صنع مجد الأمة" قبل أن يسلمه بحضور السلطات المحلية ميدالية الذكرى ال60 لاندلاع ثورة التحرير و شهادة شرفية من وزارة المجاهدين.